91- أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أبو الحسن، عن يونس بن حبيب، قال:
كان الحجاج إذا سمع نواحاً في دار هدمها؛ فلما مات ابنه وأخوه، كان يعجبه أن يسمع النوح، وكان يتمثل بشعر الفرزدق، قاله لامرأةٍ جزعت على ابنها:
هل ابنك إلا ابنٌ من الناس فاصبري ... فلن يرجع الموتى حنين المآتم
وتمثل بشعر يزيد بن الحكم الثقفي:
إن تحتسب تؤجر وإن تبكيه تكن ... كباكية، لم يحي ميتاً بكاؤها
ومن شر حظي مسلمٍ من مصيبةٍ ... بكاءٌ وأحزانٌ قليلٌ جداؤها
92- أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أبو الحسن، عن عوانة، قال:
أرسل الحجاج إلى ثابت بن قيس الأنصاري، فقال: أنشدني -[74]- مرثيتك ابنك، فأنشده، وقال:
يا كذب الله من نعى حسناً ... ليس لتكذيب قوله ثمن
أجول في الدار لا أراه وفي الددار ... أناسٌ جوارهم غبن
كنت خليلي وكنت خالصتي ... لكل حي من أهله سكن
بدلتهم منك ليت أنهم ... أمسوا وبيني وبينهم عدن
فقال له الحجاج: ارث ابن محمداً، فرثاه، فقال الحجاج: مرثيتك ابنك أجود. قال: إن قلبي وجد على ابني ما لم يجد على ابنك؛ قال: كيف حبك له؟ قال: لم أمل من النظر إليه، ولم يغب عني إلا اشتقت إليه. قال: كذلك كنت أجد بابني محمد.
وقومٌ ينشدون هذا الشعر لسليمان بن قتة، رثى به الحسن بن علي بن أبي طالبٍ رضوان الله عليه.