سمعت أبا طاهر السلفي يقول: ذكر أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري في رسالته في ((فضل الأندلس وعلمائها وما صنف بها من كتب)) ، وهذه الرسالة إجازةٌ لشيخنا السلفي من أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني، عن ابن حزم، وهي إجازةٌ لنا من السلفي، ومن جماعة سواه، عن شريح عنه، قال: كتاب ((التمهيد)) لصاحبنا أبي عمر بن عبد البر، وهو الآن بعد في هذه الحياة لم يبلغ سن الشيخوخة، كتابٌ لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله، فكيف أحسن منه؟ وكتابه في الصحابة ليس لأحد من المتقدمين مثله على كثرة ما صنفوا فيه، له تواليف لا مثل لها في جميع معانيها.
قال السلفي: وحسبك بأبي محمد مثنياً، وكان من أقرانه، وجرى بينهما مناظرات ومناقرات ومع ذلك يروي عنه بالإجازة، وتوفي سنة ست وخمسين وأربع مائة، قبل موت أبي عمر أزيد من ست سنين، وكان من نوادر الدهر وعلماء ذلك العصر في فنون شتى، وأنواع مختلفة المعنى، هذا ما ذكر لنا السلفي، وقد كان أبو عمر مشهوراً بالصلاح التام، والتدين العام، وإجابة الدعوات، وظهور الكرامات، وعندنا قطعةٌ صالحةٌ من حديثه، سمعناها من السلفي بإجازته عن ابن أبي تليد بسماعه منه.