زيادة على أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا بالليالي، فصادفته فوق ما كان وصف الشيخ أبو عبد الله، وسألته عن العلل والشيوخ، ودونت عنه أجوبته عن ((سؤالاتي)) ، وقد سمعها مني أصحابي، سمع أبا القاسم ابن بنت منيع وأقرانه بالعراقين، ثم دخل الشام ومصر على كبر السن وحج واستفاد وأفاد، وله مصنفاتٌ كثيرةٌ مفيدةٌ يطول ذكرها.
قال الحاكم: ورد علينا كتاب شيخنا أبي عبد الرحمن السلمي سلمه [الله] من مدينة السلام، يذكر بخط يده وفاة الشيخ الحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني رضي الله عنه يوم الخميس لثمان خلون من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاث مائة، ورد علي الكتاب غداة يوم الاثنين السابع عشر من المحرم [من] سنة ست وثمانين، وقد قعدت للإملاء فكثر الدعاء والبكاء، ثم أمليت عنه حديثاً، وذكرت بعده تاريخ وفاته من خط أبي عبد الرحمن، ثم شهدت بالله أنه لم يخلف رب العالمين على أديم الأرض مثله في معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله أجمعين، وكذلك