responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأخبار الموفقيات المؤلف : الزبير بن بكار    الجزء : 1  صفحة : 156
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الأَثْرَمُ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَقَايَا عَادٍ مِمَّنْ نَجَا مَعَ هُودٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، يُقَالُ لَهُ: حِمَارُ بْنُ مُوَيْلِعِ، وَكَانَ أَشَدَّ أَهْلَ زَمَانِهِ وَأَمْنَعِهِ، وَكَانَ قَدْ حَمَى جَوْفًا مِنْ أَرْضِ عَادٍ، يُنْبِتُ حُرَّ الشَّجِرِ، وَكَانَ يَزْرَعُ فِي نَوَاحِيهِ، وَكَانَ أَخْصَبَ وَادٍ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَبِهِ مَاءٌ مَعِينٌ، وَكَانَ يُكْرِمُ الضَّيْفَ، وَيَرْعَى مَنِ اسْتَرْعَاهُ، فِي ذَلِكَ الْجَوْفِ، وَكَانَ طُولُهُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ، وَعَرْضُهُ فَرْسَخَيْنِ لِلْرَاكبِ الْمُجِدِّ، يَسِيرُ الرَّاكِبُ مِنَ أَسْفَلِهُ إِلَى أَعْلاهُ، وَمِنْ أَعْلاهُ إِلَى أَسْفَلِهِ، فَهُوَ فِيمَا شَاءَ مِنْ رَعْيٍ وَشَجَرٍ، وَكَانَ مُؤْمِنًا مُوَحِّدًا أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَهُ بَنُونَ عَشْرَةٌ، وَمَعَهُ نُفَيْرٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَخَرَجَ بَنُوهُ فِي سَفَرٍ لَهُمْ، فَأَصَابَتْهُمْ صَاعِقَةٌ، فَمَاتُوا كُلُّهُمْ، فَأَسِفَ وَغَضِبَ وَقَالَ: لا أعَبْدُ اللَّهِ أَبَدًا، فَرَجَعَ إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ، وَكَفَرَ كُفْرًا عَظِيمًا، وَمَنَعَ الضِّيَافَةَ مِمَّنْ مَرَّ بِهْ مِنَ النَّاسِ، وَدَعَا مَنْ أَرْعَاهُ مِنَ النَّاسِ إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ، فَمَنْ أَجَابَهُ تَرَكَهُ وَأَقَرَّهُ، وَمَنْ أَبَى عَلَيْهِ قَتَلَهُ وَأَخَذَ مَالَهُ، وَقَدْ أَدْرَكَهُ أَوَائِلُ قَبَائِلِ مَهْرَةَ، وَهِي كُورَةٌ مِنْ كُوَرِ الْيَمَنِ، فَأَقْبَلَتْ نَارٌ مِنْ أَسْفَلِ الْجَوْفِ بِرِيحٍ عَاصِفٍ، فَأَحْرَقَتِ الَجَوْفَ بِمَا فِيهِ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ فِي عِبَادَةِ الأَوْثَانِ، قَالَ: امْرُؤُ الْقَيْسِ:
وَوَادٍ كَجَوْفِ الْعِيرِ قَفْرٍ قَطَعْتُهُ ... بِهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالْخَلِيعِ الْمُعَيَّلِ
وَقَالَ عَوَاءُ بْنُ ضَمْضَمِ الْمَهْرِيُّ:
وَقَفْتُ عَلَى رَسْمٍ لَأَسَمْاءَ دَارِسٍ ... أُسَائِلُهُ وَلَيْسَ فِي الدَّارِ مَأْنَسُ
تَحَمَّلَ مِنْهَا سَاكِنُوهَا فَأَصْبَحَتْ ... كَجَوْفِ الْحِمَارِ لَيْسَ فِيهَا مَعْرَسُ
وَقَدْ كَانَ جَوْفُ الْعِيرِ لِلْعَيْنِ مَنْظَرًا ... أَنِيقًا وَفِيَهِ لِلْمُجَاوِرِ مَنْفَسُ
وَقَالَ كَفَّارَةُ بْنُ مَيْسَاكٍ الْكِنْدِيُّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ:
مَرَرْتُ بِجَوْفِ الْعِيرِ وَهْيَ حَثِيثَةٌ ... وَقَدْ خُلِّقَتْ بِالَأَمْسِ مَحْلَ الْقَرَاضِمِ
تُخَافُ مِنَ الْمَصْلَى عَدُوًّا مُكَاشِحًا ... وَدُونَ بَنِي الْمَصْلَى هُذَيْلُ بْنُ ظَالِمِ
وَمَالِي بِجَوْفِ الْعِيرِ مِنْ مُتْلَدِّدِ ... مَسِيرَةَ يَوْمٍ لِلْمَطِيِّ الرَّوَاسِمِ
الْقَرَاضِمُ: مِنْ مَهْرَةَ، حَيٌّ يُقَالُ لُهُمْ بَنُو قَرْضَمٍ، وَمَصْلَى بَطْنٌ، وَمُتْلَدِّدٌ مُتَلَفِّتٌ، وَيُقَالُ لِنَاحِيَتِي الْعُنُقِ: اللَّدِيدَانِ.
وَقَالَ عِيَاضُ بْنُ عَدِيٍّ، وَكَانَ رَجُلا مِنْ حَاءٍ وَحَكَمٍ، وَهُمْ حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ يُقَالَ: حَاءٌ وَحَكَمٌ حَيَّانِ مِنَ الْعَرَبِ، وَهُمْ خَلْفُ الْحَكَمِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ، وَكَانُوا عَلَى أَرْضٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهَا: الْبَوْبَاةُ، وَكَانُوا يَبْغُونَ فِيهَا فَاحْتَرَقَتْ فَقَالَ عِيَاضٌ:
أَلَمْ تَرَ لِلْبَوْبَاةَ كَيْفَ تَنَكَّرَتْ ... مَعَالِمُهَا مِنْ حَيِّ حَاءٍ وَمِنْ حَكَمْ
وَصَبَّحَهَا يَوْمٌ عَصِيبٌ فَأَصْبَحَتْ ... كَجَوْفِ الْحِمَارِ جَدْبَةً مَا بِهَا عَلَمْ
خَرَابًا يَبَابًا لَيْسَ فِيهِ مُعَرِّسٌ ... لِمُقْتَبِسٍ نَارًا إِذَا نَازِلٌ أَزَمْ

اسم الکتاب : الأخبار الموفقيات المؤلف : الزبير بن بكار    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست