[فاسأليه] خادماً!)) . فأتت فاستحت أن تكلمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألحاجةٍ جاءت فاطمة أم جاءت زائرةً؟)) .
فأخذتها العبرة فقالت: ((يا رسول الله! أما الماء فإني أغرفه من البئر في جوف الدار لا يراني أحدٌ. وأما العجين فإني أخبز في بيتي لا يراني أحدٌ. والغسل أغسل في بيتي لا يراني أحدٌ)) وأرته يديها قد خلقتا من العمل. ((ولكن -يا نبي الله! - إنما يشق علي الحطب أحتطب من مكان بعيدٍ، والمرأة -يا نبي الله! - عورةٌ، فذلك الذي يشق علي)) .
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن ذلك على ما هو خير لك من خادمٍ وخادمٍ وخادمٍ. إذا انصرفت إلى بيتك فأصلحي فراش زوجك! فإذا جاء فتلقيه بالباب وخذي منه رداءه! ثم إذا قعد على فراشه فاخلعي نعليه! فإن كان مفطراً [فقربي] إليه ما في بيتك! فإذا فرغ وفرغت ما بين يديه فاقعدي قريباً منه! فإذا دعاك إلى فراشه [فأجيبيه] ! وإن لم يدعك [فأدني] إلى فراشك!
((فإذا استويت فيه [فكبري] الله ثلاثاً وثلاثين مرةً [وسبحيه] ثلاثاً وثلاثين مرةً، واحمديه ثلاثاً وثلاثين مرةً واختمي المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له.. .. إلى آخرها. فذلك -يا فاطمة! - خيرٌ لك من خادمٍ وخادمٍ وخادمٍ!)) . قالها ست مراتٍ.
فلما انصرفت فاطمة سألها علي -رضي الله عنه! -: ((ما قال أبوك؟ فأخبرته بالذي قال لها صلى الله عليه وسلم فقال لها علي: ((والذي خلقني لهذا خيرٌ لك من خادمٍ وخادمٍ!)) .