اسم الکتاب : إثبات الشفاعة المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 48
حديث العباس
39- أبو عوانة: عن عبد الملك بن عميرٍ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن العباس بن عبد المطلب، أنه قال: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيءٍ، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: ((نعم، هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)) .
متفق عليه.
أحاديث ابن عباس
40- حماد بن سلمة: أنبأنا ثابتٌ، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو منتعل بنعلين من نار، تغلي منهما دماغه)) .
حديث صحيح.
41- حماد بن سلمة: عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، قال: سمعت ابن عباس يخطب على منبر البصرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يكن نبي إلا له دعوةٌ تنجزها في الدنيا، وإني اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي -[49]- يوم القيامة، وأنا سيد ولد آدم ولا فخر، ويطول يوم القيامة على الناس ويشتد، حتى يقول بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم فيشفع لنا.
فيأتونه فيقولون: اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناك، إني خرجت من الجنة لخطيئتي، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا نوحاً أبا البشر.
فيأتون نوحاً، فيقولون: يا نوح، اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا، فيقول: لست هناك؛ إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن.
فيأتون إبراهيم، فيقول: إني كذبت ثلاث كذباتٍ؛ قوله: ((إني سقيم)) وقوله: ((فعله كبيرهم هذا)) ، وقوله للملك: (إنها أختي) . قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أراد بهن إلا عز دين الله، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا موسى، عبداً اصطفاه الله برسالاته وكلامه.
فيأتون موسى، فيقول: إني قتلت نفساً بغير نفسٍ، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته.
فيأتون عيسى، فيقول: إني اتُخِذت إلهاً من دون الله، ولا يهمني اليوم إلا نفسي.
أرأيتم لو كان متاعٌ في وعاءٍ مختومٍ، أكان يقدر على ما فيه حتى يفض الخاتم؟ فيقولون: لا. [فيقولون] : إن محمداً خاتم النبيين، وقد حضر، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فأقول: أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فإذا أذن أن يقضى بين خلقه، نادى منادٍ: أين أحمد وأمته، فنحن الآخرون والأولون، فأول من يحاسب وتفرج لنا الأمم عن -[50]- طريقنا، فنمضي غراً محجلين من آثار الوضوء، فتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها. فآتي باب الجنة، فآخذ بحلقة الباب، فأقرع الباب، فيقال: من هذا؟ فأقول: محمدٌ، فيفتح، فأرى ربي عز وجل وهو على كرسيه أو سريره، فأخر له ساجداً، وأحمده بمحامد لم يحمده بها أحدٌ قبلي، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع [لك] ، وسل تعط، واشفع تشفع. فأرفع رأسي، فأقول: يا رب، أمتي، فيقال لي: أخرج من النار من كان في قلبه من الإيمان كذا وكذا. ثم أعود الثانية وأحمده بمحامد لم يحمده بها أحدٌ كان قبلي، ولا يحمده بها أحدٌ بعدي، فيقول: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع [لك] ، وسل تعط، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، وأقول يا رب، أمتي أمتي، فيقال: أخرج من النار من كان في قلبه كذا وكذا دون ذلك. ثم أعود الثالثة، فأخر ساجداً، فأحمده)) . وذكر الحديث.
رواه أحمد في مسنده عن عفان، وإسناده حسن.
اسم الکتاب : إثبات الشفاعة المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 48