اسم الکتاب : مسند الفاروق المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 364
عن الزهرى عن سنين ابى جميلة عن عمر بنحوه قال الاصمعى قوله عسى الغوير أبؤسا الابؤسجمع البأس وأصل الابؤس هذا أنه كان غار فيه ناس فانهار عليهم او قال فأتاهم فيه عدو فقتلوهم فصار مثلا لكل شىء يخاف ان يأتى منه شر ثم صغر الغار فقيل غوير قال ابو عبيد وأخبرناه الكلبى بغير هذا قال الغوير ماء الكلب معروف يسمى الغوير وأحسبه قال هو ناحية السماوة قال وهذا المثل انما تكلمت به الزباء وذلك انها لما وجهت قصيرا للحمى بالغير لها من بر العراق والطاقة وكان يطلبها بدخل جذيمة الابرش فجعل الاحمال صناديق وقد قبل غرائر وجعل فى كل واحد منها رجلا معه السلاح ثم تنكب بهم الطريق المنهج واخذ على الغوير فسألت عن خيره فأخبرت بذلك فقالت عسى الغوير ابؤسا تقول عسى ان يأتى ذلك الطريق بشر واستكرت شأنه حين أخذ على غير الطريق قال ابو عبيد وهذا القول أشبه عندى صوابا من القول الاول وانما اراد عمر بهذا المثل ان يقول للرجل لعلك صاحب هذا المنبوذ حتى أثنى عليه عريفه خيراًوفي هذا الحديث من الفقه انه ذ حرا ولم يجعله مملوكا لواجده ولا للمسلمين وأما قوله للرجل لك ولاؤه فإنما نراه فعل ذلك لانه لما التقطه فأنقذه من الموت وانقذه من ان يأخذه غير فيدعى رقبته جعله مولاه هذا كأنه الذى اعتقه وهذا حكم تركه االناس وصاروا الى ان جعلوه جرا وجعلوا ولاءه للمسلمين وحريرته عليهم وفى هذا الحديث من العربية انه نصب ابؤسا وهو فى الظاهر فى موضع رفع وانما نرى انه نصب لأنه على طريق النصب ومعناه كأنه اراد عسى الغوي ران يحدثابؤسا ان يأتى بأبؤس فهذا الطريق النصب ومما يبينه قول الكميت عسى الغوير بإباس واغوار
اسم الکتاب : مسند الفاروق المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 364