responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رؤية الله المؤلف : الدارقطني    الجزء : 1  صفحة : 149
§وَأَمَّا حَدِيثُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَغَرِّ وَحْدَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

37 - فَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ح وَحَدَّثَنَا بِهِ أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ -[150]- حَيَّانَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَلْ نَرَى رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، §هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟» قُلْنَا: لَا. قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟» قُلْنَا: لَا 0 قَالَ: " فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، يَجْمَعُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَنَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَلْزَمْهُ، وَيُمَثِّلُ لَهُمْ آلِهَتَهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَمْضُونَ يَتَّبِعُونَهَا، حَتَّى تَقْذِفَهُمْ فِي النَّارِ، وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا، فَيُقَالُ لَهُمْ مَا لَكُمْ ذَهَبَ النَّاسُ وَبَقِيتُمْ، فَيَقُولُونَ: لَنَا رَبٌّ لَمْ نَرَهُ بَعْدُ قَالَ: يَقُولُ، هَلْ تَعْرِفُونَهُ؟ فَيَقُولُونَ: إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلَامَةٌ، فَإِذَا رَأَيْنَاهُ عَرَفْنَاهُ، فَيُكْشَفُ لَهُمْ عَنْ سَاقٍ، فَيَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا، وَيَبْقَى أَقْوَامٌ ظُهُورُهُمْ كَصَيَاصِي الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ، ثُمَّ يُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، وَهُوَ كَحَدِّ السَّيْفِ بِحَافَّتَيْهِ حَسَكٌ، وَسَعْدَانٌ، هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ؟ -[151]- " قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: " فَإِنَّهُ كَذَلِكَ، وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُ عِظَمَهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَمَلَائِكَةٌ قِيَامٌ عَلَى ذُؤَابَةِ الصِّرَاطِ الْأَعْلَى يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ، سَلِّمْ، فَيُقَالُ لَهُمُ: انْجُوا بِقَدْرِ أَعْمَالِكُمْ، فَمِنْهُمْ كَالطَّرْفِ، وَمِنْهُمْ كَالْبَرْقِ، وَمِنْهُمْ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ كَالطَّيْرِ، وَمِنْهُمْ كَالْخَيْلِ، وَمِنْهُمْ كَالسَّاعِي، فَآخِرُ مَنْ يَنْجُو: مَنْ تَعْلَقُ رِجْلَاهُ - أُرَاهُ قَالَ: وَتَجُوزُ يَدَاهُ - وَتَعْلَقُ يَدَاهُ وَتَجُوزُ رِجْلَاهُ وَتُصِيبُ النَّارُ مِنْهُ، حَتَّى إِذَا جَازَ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: تَبَارَكَ الَّذِي أَنْجَانِي مِنْكِ بَعْدَمَا رَأَيْتُ مِنْكِ مَا رَأَيْتُ، وَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْرِفْ وَجْهِي عَنْهَا، فَقَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا، فَيَقُولُ لَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَسْأَلُنِي شَيْئًا بَعْدَ مَا أَنْجَيْتُكَ مِمَّا رَأَيْتَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا، ثُمَّ لَا أَسْأَلُكُ غَيْرَهُ، فَيَقُولُ: لَعَلَّكَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ تَسْأَلُ غَيْرَهُ؟ فَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْهُ عُهُودًا وَمَوَاثِيقَ، فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْهَا، وَيَرْفَعُ لَهُ شَجَرَةً بِبَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ بَلِّغْنِي هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَأَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، فَيَقُولُ لَهُ: أَيْنَ مَا أَقْسَمْتَهُ لِي عَلَيْكَ، وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ، فَيُعْطِي رَبَّهُ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ، فَيُبَلِّغُهُ اللَّهُ إِيَّاهَا، فَإِذَا انْتَهَى إِلَيْهَا، انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَمَا فِيهَا، فَتَتُوقُ نَفْسُهُ إِلَيْهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، -[152]- أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، وَلَا يَلُومُهُ رَبَّهُ، فَيَقُولُ: فَأَيْنَ مَا أَقْسَمْتَ لِي عَلَيْكَ، وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ: هَذَا، ثُمَّ لَا أَسْأَلُكُ غَيْرَهُ , ثُمَّ يُعْطِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عُهُودًا وَمَوَاثِيقَ، فَيَقُولُ: فَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. فَبَيْنَمَا هُوَ يَمْضِي فِيهَا، إِذْ قَامَ مُنْبَهِرًا فَيُقَالُ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ سَأَلْتُكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْكَ، وَأَقْسَمَتُ لَكَ، حَتَّى خَشِيتُ مَقْتَكَ، فَيَقُولُ لَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمِثْلَهَا مَعَهَا " قَالَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهَا مَعَهَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «عَشَرَةُ أَمْثَالِهَا مَعَهَا» فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَكِنِّي مَا حَفِظْتُ إِلَّا: مِثْلَهَا مَعَهَا , فَيَقُولُ: «يَا رَبِّ أَتَهْزَأُ بِي، وَأَنْتُ رَبُّ الْعَالَمِينَ» ‌قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي لَا أَهْزَأُ بِكَ، وَلَكِنِّي قَادِرٌ عَلَى أَنْ أُعْطِيَكَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ فَأَلْحِقْنِي بِالنَّاسِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي، إِذْ رَأَى ضَوْءًا فَخَرَّ سَاجِدًا، فَيُقَالُ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَيَقُولُ: أَلَيْسَ هَذَا رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ تَجَلَّى لِي؟ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ، فَيَقُولُ: لَا، هَذَا مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ وَأَنَا قَهْرَمَانٌ مِنْ قَهَارِمَتِكَ وَلَكَ أَلْفُ قَهْرَمَانٍ، ثُمَّ يَمْضِي أَمَامَهُ، فَيَدْخُلُ أَدْنَى قَصْرِهِ وَذَكَرَ شَيْئًا، وَمَمْلَكَتُهُ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ " قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا ذَكَرَ قَوْلَ الْعَبْدِ: «أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ» ضَحِكَ حَتَّى تَبْدُو أَضْرَاسُهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، قَدْ حَدَّثْتَنَا هَذَا الْحَدِيثَ مِرَارًا، كُلَّمَا انْتَهَيْتَ إِلَى قَوْلِ الرَّجُلِ: «أَتَهْزَأُ بِي» ضَحِكْتَ؟ قَالَ: أَلَا أَضْحَكُ إِذْ ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُحَدِّثْنَا إِلَّا ضَحِكَ إِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْلِ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ «أَتَهْزَأُ بِي»

اسم الکتاب : رؤية الله المؤلف : الدارقطني    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست