responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزهد المؤلف : السجستاني، أبو داود    الجزء : 1  صفحة : 225
§مِنْ زُهْدِ سَلْمَانَ

253 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: §كَانَ لِي أَخٌ أكبر مِنِّي يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَزْرَةَ، وَكَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ سَلْمَانَ، فَكُنْتُ مِمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِهِ إِيَّاهُ أَحْبَبْتُهُ، وَكَانَ سَلْمَانُ إِذَا جَاءَ مَكَّةَ نَزَلَ الْقَادِسِيَّةِ، فَقَالَ لِي أَخِي: هَلْ لَكَ فِي سَلْمَانَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَانْطَلَقْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ بِالْقَادِسِيَّةِ فِي خُصٍّ فَإِذَا عِلْجٌ تَزْدَرِيهِ الْعَيْنُ حِينَ تَرَاهُ , فَإِذَا إِزَارُهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ يخيِط زِنْبِيلًا أَوْ يَدْبَغُ إِهَابًا، وَإِذَا عِلْجَةٌ تَخْتَلِفُ عَلَيْهِ الْعَاطِيَةُ. فَقَالَ لَهُ أَخِي: مَا هَذِهِ الْعِلْجَةُ؟ -[226]- قَالَ: هَذِهِ أَصَبْتُهَا مِنَ الْمَغْنَمِ أَمْسِ، وَقَدْ أَرَدْتُهَا عَلَى أَنْ تُصَلِّيَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فَأَبَتْ، فَأَرَدْتُهَا عَلَى أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعًا فَأَبَتْ، فَأَرَدْتُهَا عَلَى أَنْ تُصَلِّيَ ثَلَاثًا فَأَبَتْ، فَأَرَدْتُهَا عَلَى أَنْ تُصَلِّيَ ثِنْتَيْنِ فَأَبَتْ، وَأُرِيدُهَا عَلَى أَنْ تُصَلِّيَ وَاحِدَةً، فَهِيَ تَأْبَى. قَالَ: فَعَجِبْتُ إِذًا، فَقُلْتُ: مَا تُغْنِي عَنْهَا صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ، إِذَا تَرَكَتْ سَائِرَهَا؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ مَثَلَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ سِهَامِ الْغَنِيمَةِ، فَمَنْ ضَرَبَ بِخَمْسٍ أَفْضَلَ مِمَّنْ يَضْرِبُ فِيهَا بِأَرْبَعٍ، وَمَنْ يَضْرِبُ فِيهَا بِأَرْبَعٍ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَضْرِبُ فِيهَا بِثَلَاثٍ، وَمَنْ يَضْرِبُ فِيهَا بِثِنْتَيْنِ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَضْرِبُ فِيهَا بِوَاحِدَةٍ، وَمَنْ يَضْرِبُ فِيهَا بِوَاحِدَةٍ أَفْضَلُ مِمَّنْ لَا يَضْرِبُ فِيهَا بِشَيْءٍ، وإنَّهَا إِذَا رَغِبَتْ فِي صَلَاةٍ وَاحِدَةٍ رَغِبَتْ فِيهِنَّ كُلِّهِنَّ، إِنَّ هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ كَفَّارَاتٌ لَمَّا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتَنَبْتَ الْمُقْتِلَ، يُصْبِحُ النَّاسُ فَيَجْتَرِحُونَ فَيَحْضُرُ الظُّهْرُ فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَتَوَضَّأُ، فَيُكَفِّرُ الْوُضُوءُ الْجِرَاحَاتِ الصِّغَارَ، ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الصَّلَاةِ، فَيُكَفِّرُ الْمَشْيُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ يُصَلِّي فَيُكَفِّرُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ يَجْتَرِحُونَ، فَيَحْضُرُ الْعَصْرُ فَيَقُومُ الرَّجُلُ -[227]- فَيَتَوَضَّأُ فَيُكَفِّرُ الْوُضُوءُ الْجِرَاحَاتِ الصِّغَارَ، ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الصَّلَاةِ فَيُكَفِّرُ الْمَشْيُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ يُصَلِّي فَيُكَفِّرُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ تَنْزِلُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، فَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، ثُمَّ يَجْتَرِحُونَ، فَيَحْضُرُ الْمَغْرِبُ فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَتَوَضَّأُ، فَيُكَفِّرُ الْوُضُوءُ الْجِرَاحَاتِ الصِّغَارَ، ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الصَّلَاةِ فَيُكَفِّرُ الْمَشْيُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ يُصَلِّي فَتُكَفِّرُ الصَّلَاةُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ يَجْتَرِحُونَ، فَتَحْضُرُ الْعِشَاءُ فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَتَوَضَّأُ، فَيُكَفِّرُ الْوُضُوءُ الْجِرَاحَاتِ الصِّغَارَ، ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الصَّلَاةِ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْمَشْيُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ , ثُمَّ يُصَلِّي فَتُكَفِّرُ الصَّلَاةُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ يَنْزِلُ النَّاسُ ثَلَاثَةَ مَنَازِلَ: فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ وَلَا عَلَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ عَلَيْهِ وَلَا لَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ. فَقُلْتُ: إِيشِ لَهُ وَلَا عَلَيْهِ؟ وَعَلَيْهِ وَلَا لَهُ؟ وَلَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، يَغْتَنِمُ الرَّجُلُ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَغَفْلَةَ النَّاسِ فَيُصَلِّي، فَذَلِكَ لَهُ وَلَا عَلَيْهِ، وَيَغْتَنِمُ الرَّجُلُ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَغَفْلَةَ النَّاسِ فَيَقُومُ فَيَسْعَى فِي مَعَاصِي اللَّهِ، فَهَذَا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ، وَيَنَامُ الرَّجُلُ حَتَّى يُصْبِحَ، فَهَذَا لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَأَعْجَبَنِي مَا سَمِعْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَصْحَبَنَّكَ، فَكُنْتُ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْضُلَهُ فِي عَمَلٍ، إِنْ سَقَيْتُ الدَّوَابَّ هَيَّأَ لَنَا الْعَلَفَ، وَإِنْ عَجَنْتُ خَبَزَ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ طَرَحَ بُرْدًا، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَيْهِ، -[228]- قَالَ: وَجِئْتُ فَاتَّكَأْتُ إِلَى جَنْبِهِ، قَالَ: وَكَانَتْ لِي سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ أَقُومُهَا، فَانْتَبَهْتُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَإِذَا هُوَ نَائِمٌ، فَقُلْتُ: صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ نَائِمٌ، لَا أُصَلِّي حَتَّى يَقُومَ قَالَ: وَكَانَ إِذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ. . . يَسِيرَةً، ثُمَّ جَلَسَ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، كَانَتْ لِي سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ أَقُومُهَا، فَاسْتَيْقَظْتُ فَإِذَا أَنْتَ نَائِمٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقُومَ وَأَنْتَ نَائِمٌ. فَقَالَ: مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ. فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَيَّ شَيْءٍ كُنْتَ تَصْنَعُ؟ قَالَ: أَيَّ شَيْءٍ رَأَيْتَنِي أَصْنَعُ إِذَا تَعَارَيْتُ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَ: قُلْتُ: رَأَيْتُكَ تَذْكُرُ اللَّهَ، سُبْحَانَ اللَّهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ. -[229]- قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، فَإِنَّ تِلْكَ مِنَ الصَّلَاةِ، فَعَلَيْكَ بِالْقَصْدِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ الْأَحْمَسِيِّ، قَالَ: -[230]- كَانَ لِي أَخٌ أَكْبَرُ مِنِّي يُكْنَى أَبَا عُرْوَةَ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.

اسم الکتاب : الزهد المؤلف : السجستاني، أبو داود    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست