responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة المؤلف : النابلسي، محمد راتب    الجزء : 1  صفحة : 112
وأمّا المنظِّمُ فهي شبكةٌ عصبيةٌ محكمةٌ، متدفقةٌ من ثلاثِ كبلاتِ أعصابِ المتوسطِ، والزندي، والعكبري، تستقبلُ الحسَّ، وتوجِّه الحركةَ، وهناك نظامٌ إراديٌّ، ونظامٌ لا إراديّ مرتبطٌ بالفعلِ المنعكسِ الشرطي، لو درسْنَا هذه اليدَ لوجدناها آيةً من آياتِ اللهِ عز وجل.
هذه الحضارةُ، هذه الصناعاتُ، هذه الآلاتُ، لا معنى لها دونَ يدٍ، واللهُ جلَّ جلالُه كرَّمَ الإنسانَ بهذه اليدِ، وهذه من أقربِ الآياتِ إلينا، قال تعالى: {وفي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] .

ارتباط عظم الفخذ بعظم الحوض
قال العليم الخبير: {نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً} [الإنسان: 28] .
وقد ذُكِرَ في بعضِ كتبِ الطّبِ أنّ عظْمَ الفخِذ له عنقٌ، وهذا العنقُ يتحمّلُ من قُوَى الضّغطِ ما يزيدُ على مئتين وخمسين كيلو غراماً، أيْ إنّ الإنسانَ بِعَظْمَي الفخِذ، ولا سيما عنقِ الفخذِ الموصولِ بالحوضِ، والذي يُعدّ أمْتَنَ قِسْمٍ في الجهازِ العظميِّ في الإنسانِ؛ يستطيعُ أنْ يتحمَّلَ قُوى ضغطٍ تزيد على مئتين وخمسينَ كيلو غراماً.
أمّا طريقةُ ارْتِباط هذا العظمِ؛ عَظْمِ الفخذِ بِعَظمِ الحوضِ فشيءٌ يدعو إلى العجب.
لو جئنَا بِكُرةٍ نحاسيّةٍ، وشطرْناها شَطريْن، وفرَّغنا الهواءَ مِن داخلِها، ثمّ أحْكَمْنا إغلاقَها، فإنَّ ثمانيَةَ أحْصِنَةٍ يتحرّكون بِجهتينِ متعاكِسَتينِ لا يستطيعون فصْلَ جزئِها الأوّلِ عن جزئِها الثاني، لماذا؟ لأنَّها فرِّغَتْ من الهواءِ، ولأنّ الضّغطَ الخارجيَّ يضغطُ عليها بهذه الطريقةِ البديعةِ.
لقد أُحكِم بناءُ جسمُ الإنسانِ، ولا سيما الهيكلِ العظميِّ إحكاماً بالغَ الدقَّةِ والمتانةِ، عن طريقِ العضلاتِ، والأوتارِ، والأربطةِ والجلدِ، وتناسبِ رؤوسِ العظامِ مع تجاويفِها، فلو حمل أبٌ ابنَه من يدِه بشدَّةٍ فإنّ ارتباطَ المرفقِ بتجويف الكتفِ ارتباطٌ متينٌ، يتحمَّلُ أضعافَ وزنِ الطفلِ.

اسم الکتاب : موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة المؤلف : النابلسي، محمد راتب    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست