responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال المؤلف : دسوقي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 129
ففي آية الفرقان التي يقول سبحانه فيها: (وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً [1] .. الفرقان /5) ، إخبار عما كان يدعيه أهل الكفر - قاتلهم الله – من أنه - صلى الله عليه وسلم - يكذب عليهم ويتكلف حفظ ما يملى عليه مما سطره الأقدمون بعد أن يتكلف تحصيله بالانتساخ لكونه أمياً، وذلك في أوقات انشغال الناس عنه فهو يفعل ذلك – في زعمهم وفي خيالهم المريض - كلّ صباح قبيل انتشار الناس إلى أعمالهم وعشياً حين يأوون إلى مساكنهم، فما يملى عليه بكرة يقرؤه عليهم عشية وما يملى عليه عشية يقرؤه عليهم بكرة، وهذا المعنى مفاد من صيغة الافتعال (اكتتبها) الدال على التكلف لحصول ذلك الفعل، ومن دلالة السياق على التكنية بفعل ذلك في الغدو والآصال عن الاستمرار وكثرة الممارسة لتلقي هذه الأساطير، وقد عنوا أنها تملى عليه خفية لئلا يقف الناس على حقيقة الحال.. وهذه – تالله - فرية وجرأة عظيمة منهم على الله وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكلامهم هذا ظاهر العوار لمن كان له أدنى بصيرة أو استبصار، فهو كلام لا يتفوه به من له مسكة من عقل أو مثقال حبة من مروءة، فإن من المعلوم الذي لا يخفى على ذي لبّ أن لو لازم إنسان شيئاً عشرة أيام بكرة وعشياً لم يبق ممن يعرفه ويطلع على أحواله أحد حتى يعرف ذلك منه فلو أنكره بعد لافتضح فضيحة لا يُغسل عنه عارها أبد الدهر، فكيف والبلد صغير والرجل عظيم شهير، وقد ادّعوا أنه مصرٌّ على ذلك لا ينفك عنه إلى حين مقالتهم وبعدها، وعيّروه بأنه معدم يحتاج إلى المشي في الأسواق، وهو يدعوهم في كل ملإ إلى المعارضة ولو بسورة من مثله

[1] قائل هذه المقولة هو النضر بن الحارث العبدري ترويجاً لبهتانه، وكان قد تعلم بالحيرة قصص ملوك الفرس وأحاديث رستم واسفنديار، فكان يقول لقريش: إنا والله يا معشر قريش أحسن حديثاً من محمد فهلمّ أحدثكم، وكان يقول في القرآن أنه من قصص الماضين وأباطيلهم.
اسم الکتاب : من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال المؤلف : دسوقي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست