responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال المؤلف : دسوقي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 101
الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال، قالوا: إنك تواصل، قال: إني لست مثلكم [1] .
ولنا أن نتأمل بشئ من التفصيل ماجاء في سورة ص حيث لم يقتصر الحديث على نبي الله داود، بل ذكر عقب قصته قصة سليمان وأيوب كما جاء ذكر إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل واليسع وذا الكفل فكأنه يقول (اصبر على ما يقولون) واعتبر بحال سائر الأنبياء، ليعلمه أن كل واحد منهم كان مشغولاً بهمٍّ خاص وحزن خاص فحينئذ يعلم أن الدنيا لا تنفك عن الهموم والأحزان وأن استحقاق الدرجات العالية عند الله لا يتحصل عليها إلا بتحمل المشاق والمتاعب في الدنيا.. وفي آية غافر أيضاً التي سبق الأمرَ بالتسبيح فيه بطرفي النهار، الأمرُ بالصبر حيث يقول جل ذكره (فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار) ، لقد جاءت هذه الآية الكريمة عقب الحديث عن فرعون وملإه وما كان من مآلهم وسوء خاتمتهم وذلك بعد أن وقى الله ذاك الذي كان يكتم إيمانه خوفاً منهم.. سيئات ما مكروا على عظم الخطر، فقد جاهر بإيمانه عندما استوجب المقام ذلك وراح يدعو قومه آملاً في أن ترق قلوبهم لدعوة نبي الله موسى - عليه السلام -، وطفق على الجانب الآخر يذب عن الكليم ما اشتور القوم لفعله من أمر قتله وهو يصرخ فيهم مقيماً حجته: (أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذباً فعليه كذبه وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم.. غافر/28) (2)

[1] رواه البخاري 4/177 ومسلم 1102.
(2) والغريب أن يتكرر نفس الموقف أو قريب منه مع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -وصاحبه أبي بكر، وذلك حين أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنق النبي - صلى الله عليه وسلم - وخنقه خنقاً شديداً بعد أن وضع سلا الجزور على ظهره، فأتى أبو بكر حتى أخذ بمنكب هذا اللعين ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول ما قاله مؤمن آل فرعون: (أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله..) .
اسم الکتاب : من بلاغة القرآن فى التعبير بالغدو والأصال المؤلف : دسوقي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست