responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور المؤلف : أبو العلاء، عادل بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 79
لتدبُّر الْقُرْآن [1] . والتدبُّر هُوَ الَّذِي يفتح بَابا للهدى وَالتَّقوى، فَإِن النَّفس بِالْهدى تستبصر، وبالتقوى تتزكى، وَالْإِيمَان مَعَ شعبه العلمية يدْخل فِي الْهدى، والشرائع والأخلاق وَالْأَحْوَال تدخل فِي التَّقْوَى - كَمَا يَقُول (2)
وَقد ذكر الفراهي ضمن الْحَاجَات الداعية إِلَى معرفَة النّظم: ((أننا وقعنا فِي اختلافات شَدِيدَة فِي تَأْوِيل الْقُرْآن، ثمَّ اخْتلفت عقائدنا وقلوبنا وأُلفتنا، والنَّظم يرد الْأُمُور إِلَى الوَحْدة، وينفي تشاكس الْمعَانِي. والاتفاق والائتلاف أعظم مَطْلُوب للنيل إِلَى أَعلَى مدارج الإنسانية)) [3] .. وكلُّ ذَلِك مضمن فِي نظام الْقُرْآن الَّذِي يهدي إِلَيْهَا جَمِيعًا، فبمراعاة هَذَا النظام يُمكن أَن نستفيد بِالْقُرْآنِ الْعَظِيم، وَيرد إِلَيْنَا وحدتنا الَّتِي فقدناها باختلافنا فِي العقائد والأعمال، لتجتمع الْأمة كلُّها فِي صعيدٍ واحدٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (الْأَنْبِيَاء /92) .
وَهَكَذَا ندرك أهمية كَلَام الفراهي فِي هَذَا الشَّأْن ومدى ارتباطه بواقعنا المعيش.. مِمَّا يجدر بِنَا أَن نراجعه مرَارًا، لَعَلَّ الله - تَعَالَى - يَأْتِي بِالْفَتْح والوَحْدة من عِنْده، فتستعيد أمتُنا مكانتها الَّتِي تراجعت عَنْهَا بتفريطها فِي كتابها، وتسترد مجدها الَّذِي كَانَ.. وَمَا ذَلِك على الله بعزيز!

[1] دَلَائِل النظام، ص 17
(2) السَّابِق، ص 9
كَذَا بالمطبوعة، وَلَعَلَّ صوابها: للوصول.. أَو نَحْو ذَلِك، وَالله أعلم.
[3] دَلَائِل النظام، ص 39.
اسم الکتاب : مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور المؤلف : أبو العلاء، عادل بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست