responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور المؤلف : أبو العلاء، عادل بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 124
تقطعه رَاجِعَة إِلَى حَيْثُ بدأت رحلتها فِي الْمَلأ الْأَعْلَى)) [1] .
ثمَّ يَقُول - رَحمَه الله - بعد تَفْصِيل ماتع، سرده بأسلوبه الأدبى الرفيع -: ((إِنَّهَا قصَّة البشرية بجملتها، فِي رحلتها.. ذَهَابًا وإياباً {تتمثل فِيهَا حَرَكَة هَذِه العقيدة فِي تَارِيخ البشرية ونتائج هَذِه الْحَرَكَة فِي مداها المتطاول.. حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى غايتها الْأَخِيرَة فِي نقطة المنطلق الأولى..)) .
وتلتقي سورتا الْأَنْعَام والأعراف - كَمَا سبقت الْإِشَارَة - على غَرَض (عرض العقيدة) .. وَلَكِن تبقى لكلٍّ مِنْهُمَا شخصيتها فِي تنَاوله.. وَكَذَلِكَ تبقى لكلٍّ مِنْهُمَا شخصيتها الفنية، من حَيْثُ الْأَدَاء التعبيري والأسلوب ...
((فالتعبير فِي كل سُورَة يُنَاسب منهجها فِي عرض الْمَوْضُوع. فَبَيْنَمَا يمْضِي السِّيَاق فِي الْأَنْعَام فِي موجات متدافعة، وبينما تبلغ الْمشَاهد دَائِما دَرَجَة اللألاء والتوهُّج والالتماع، وتبلغ الإيقاعات دَرَجَة الرنين والسرعة القاصفة والاندفاع.. إِذا السِّيَاق فِي الْأَعْرَاف يمْضِي هادئ الخطو، سهلَ الْإِيقَاع، تقريريَّ الأسلوب، وكأنما هُوَ الْوَصْف المصاحب للقافلة فِي سَيرهَا المديد.. خطْوَة خطْوَة، ومرحلة مرحلة.. حَتَّى تؤوب} وَقد يشْتَد الْإِيقَاع أَحْيَانًا فِي مَوَاقِف التعقيب، وَلكنه سرعَان مَا يعود إِلَى الخطوة الوئيد الرتيب { ... وهما، بعدُ، سورتان مكيتان من الْقُرْآن} )) [2] .
(2) عَمُود السُّورَة: وَهَذَا، كَمَا تقدم، من مصطلحات الشَّيْخ الفراهي - رَحمَه الله -.. وَهُوَ يقْصد بِهِ العنوان الرئيس للسورة، الَّذِي تُؤدِّي مَعْرفَته إِلَى ردِّ جَمِيع مَقَاصِد السُّورَة وموضوعاتها إِلَيْهِ - كَمَا سبق تَفْصِيله فِي المبحث الثَّالِث -

[1] فِي ظلال الْقُرْآن، 3/1244
[2] السَّابِق، 3/1245
اسم الکتاب : مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور المؤلف : أبو العلاء، عادل بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست