أنواع هذه الثقافة مشاركة جيدة [1] ، ومن هذا تعددت كتبه وموضوعاته فيها، ونستطيع أن نتبين فى كتبه جوانب من هذه الثقافة فهى لغوية بما فيها من تفسير وحديث وغريب، وهى تاريخية تتناول مواضيع فى تاريخ العرب وعاداتهم فى جاهليتهم [2] أحيانا وفى إسلامهم أحيانا أخرى [3] ، وقد تتجاوز ثقافته هذه الأمة العربية إلى عادات وأخبار لغير العرب [4] .
أبو عبيدة في رأى معاصريه
على أن سعة معارف أبى عبيدة ونفاذه فيها لم تسم به إلى حيث تحول دون أن يصله النقد من معاصريه فى حياته، ومن تابعيهم بعد وفاته، وقد كانت شعوبيته- وهى الموقف الذي يتخذ فيه أبو عبيدة صفة المعادى أو المناوئ للعرب- مدخلا تسرب منه إليه الكثير من النقد الذي لم يؤاخذ به غيره فإذا ما أردنا أن نعرف بعض الأمثلة لهذا كان من ذلك أنه لا يقيم البيت من الشعر إذا أنشده حتى يكسره، وأنه كان يخطىء إذا قرأ القرآن نظرا [5] ، وأنه يلحن فى قراءة الشعر- إلى أشباه لهذا [6] .
وليس هناك شك فى أن أبا عبيدة كان يلحن حين يتحدث، فالحديث اليومي العادىّ أيام أبى عبيدة لم يكن من سلامة البنية بحيث يلتزم فيه الإعراب، وشأن أبى عبيدة [1] البيان والتبيين 1/ 308، مراتب النحويين 80. [2] منتخب المقتبس 58 ا. المزهر 2/ 402. وأنظر النقائض، العقد الفريد 2/ 53 فهرست، 53/ 54 جولد زيهر.. 1/ 195. [3] انظر كتب أبى عبيدة. [4] مروج الذهب 2/ 238 جولد زيهر.. 1/ 198 تاريخ دمشق 1/ 12. [5] المعارف لابن قتيبة 184، ابن خلكان 2/ 155. الإرشاد 19/ 156. [.....] [6] الإرشاد 19/ 157، النوادر لابى زيد 51، الزبيدي ص 126.