responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل    الجزء : 1  صفحة : 48
قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [1]، وإثبات هذا ونحوه مما وصف الله تعالى به نفسه أو وصفه به رسوله وإن كان يوصف به العباد فإنه لا ينافي كمال تنزيهه تعالى عما لا يليق به من نقائص عباده، ولا يقتضي مماثلته لهم.
إذ إن الاشتراك في الأسماء لا يقتضي الاشتراك في المسميات، فشتان بين الخالق والمخلوق في الذات والصفات والأفعال، فذاته تعالى أكمل، وصفاته أسمى، وأفعاله أتم وأعلى، وإذا كان الكلام صفة كمال للمخلوق فكيف ينتفي هذا عن الخالق؟ ويسعنا ما وسع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلماء التابعين وأئمة الحديث والفقه في العصور المشهود لها بالخير قبل ظهور بدعة المتكلمين من الإيمان بما جاء عن الله أو صح عن رسوله في صفاته تعالى وأفعاله إثباتًا ونفيًا من غير تعطيل ولا تشبيه، ولا تمثيل ولا تأويل، وليس لنا أن نحكِّم رأينا في كنه ذات الله أو كيفية صفاته: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [2].

[1] التوبة: 6.
[2] الشورى: 11.
اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست