اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 366
أهل الكتاب كثر أخذ التابعين عنهم، ثم عظم شغف من جاء بعدهم من المفسرين بالإسرائيليات، قال ابن خلدون: "وإذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات، وبدء الخليقة، وأسرار الوجود، فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم، ويستفيدونه منهم، وهم أهل التوراة من اليهود، ومن تبع دينهم من النصارى ... فامتلأت التفاسير من المنقولات عنهم"[1].
ولم يكن المفسرون يتحرون صحة النقل فيما يأخذونه من هذه الإسرائيليات، ومنها ما هو فاسد باطل، لذا كان على من يقرأ في كتبهم أن يتجاوز عما لا طائل تحته، وألا ينقل منها إلا ما تدعو إليه الضرورة وتتبين صحة نقله، ويظهر صدق خبره.
وأكثر ما يُرْوَى من هذه الإسرائيليات إنما يُرْوى عن أربعة أشخاص: هم: عبد الله بن سلام، وكعب الأحبار، ووهب بن منبه، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وقد اختلفت أنظار العلماء في الحكم عليهم والثقة بهم، ما بين مجرِّح وموثِّق، وأكثر الخلاف يدور حول كعب الأحبار. وكان عبد الله بن سلام أكثرهم علمًا، وأعلاهم قدرًا. واعتمده البخاري وغيره من أهل الحديث، ولم يُنسب إليه من التُّهم ما نُسِب إلى كعب الأحبار ووهب بن منبه. [1] انظر "التفسير والمفسرون" جـ1 ص177. تفسير الصوفية:
إذا أريد بالتصوف السلوك التعبدي المشروع الذي تصفو به النفس، وترغب عن زينة الدنيا بالزهد والتقشف, والعبادة.. فذلك أمر لا غبار عليه إن لم يكن مرغوبًا فيه. ولكن التصوف أصبح فلسفة نظرية خاصة لا صلة لها بالورع والتقوى والتقشف، واشتملت فلسفته على أفكار تتنافى مع الإسلام وعقيدته. وهذا هو الذي نعنيه هنا، وهو الذي كان له أثره في تفسير القرآن.
اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 366