اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 338
الفرق بين التفسير والتأويل:
اختلف العلماء في الفرق بين التفسير والتأويل وعلى ضوء ما سبق في معنى التفسير والتأويل نستطيع أن نستخلص أهم الآراء فيما يأتي:
1- إذا قلنا: إن التأويل هو تفسير الكلام وبيان معناه, فالتأويل والتفسير على هذا متقاربان أو مترادفان، ومنه دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".
2- وإذا قلنا: إن التأويل هو نفس المراد بالكلام، فتأويل الطلب نفس الفعل المطلوب، وتأويل الخبر نفس الشيء المُخبر به، فعلى هذا يكون الفرق كبيرًا بين التفسير والتأويل؛ لأن التفسير شرح وإيضاح للكلام, ويكون وجوده في الذهن بتعقله، وفي اللسان بالعبارة الدالة عليه، أما التأويل فهو نفس الأمور الموجودة في الخارج، فإذا قيل: طلعت الشمس، فتأويل هذا هو نفس طلوعها، وهذا هو الغالب في لغة القرآن كما تقدم، قال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} [1].
فالمراد بالتأويل وقوع المُخبر به.
3- وقيل: التفسير: ما وقع مبيَّنًا في كتاب الله أو مُعيَّنًا في صحيح السٌّنَّة؛ لأن معناه قد ظهر ووضح، والتأويل ما استنبطه العلماء، ولذا قال بعضهم: "التفسير ما يتعلق بالرواية, والتأويل ما يتعلق بالدراية"[2].
4- وقيل: التفسير: أكثر ما يُستعمل في الألفاظ ومفرداتها، والتأويل: أكثر ما يُستعمل في المعاني والجُمل - وقيل غير ذلك. [1] يونس: 38، 39. [2] انظر "الإتقان" جـ2 ص173.
اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 338