اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 331
- ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسٌّنَّة فرض، ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".
أما اختلاف الأحناف في جواز الصلاة بترجمة القرآن، فالمجيزون يرون إباحة هذا عند العجز على أنه رخصة، وهم متفقون على أن الترجمة لا تسمى قرآنًا، فهي لمجرد الإجزاء في الصلاة، ومثلها مثل ذِكر الله عند غير الحنفية.
والذكر في الصلاة مُخْتَلَف فيه، سواء أكان واجبًا كتكبيرة الإحرام أم غير واجب؟ فقد منع ترجمة الأذكار الواجبة مالك وإسحاق وأحمد في أصح الروايتين. وأباحها أبو يوسف ومحمد والشافعي، وسائر الأذكار لا تترجم عند مالك وإسحاق وبعض أصحاب الشافعي، ومتى فصل بالترجمة بطلت صلاته" ونص الشافعي على الكراهة وهو قول أصحاب أحمد إذا لم يحسن العربية.
قوة الأمة الإسلامية هي سبيل انتصار الإسلام وسيادة لغة القرآن:
وننتهي من هذا البحث إلى أن القرآن لا يمكن ولا يجوز أن يترجم ترجمة حرفية، وأن ترجمة المعاني الأصلية وإن كانت ممكنة في بعض الآيات الواضحة المعنى فإنها لا تخلو من فساد. وأن ترجمة المعاني الثانوية غير ممكنة؛ لأن وجوه البلاغة القرآنية لا تؤديها ألفاظ بأي لغة أخرى.
بقي أن يُفسر القرآن، وأن يُترجم تفسيره لإبلاغ دعوته. قال القفال -من كبار علماء الشافعية-: "عندي أنه لا يقدر أحد على أن يأتي بالقرآن بالفارسية. قيل له: فإذن لا يقدر أحد أن يُفسِّر القرآن، قال: ليس كذلك؛ لأنه هناك يجوز أن يأتي ببعض مراد الله ويعجز عن بعضه، أما إذا أراد أن يقرأها بالفارسية فلا يمكن أن يأتي بجميع مراد الله".
اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 331