اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 248
السابقون من تحريم الأكل والشرب والوطء إذا صلُّوا العتمة أو ناموا إلى الليلة التالية, كما ذكروا ذلك، فقد رَوى ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: أُنْزِلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} كتب عليهم إذا صلَّى أحدهم العتمة أو نام حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى مثلها، ورَوَى مثله أحمد والحاكم وغيرهما، وفيه: "فأنزل الله عز وجل: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} ... الآية".
3- النسخ إلى بدل مماثل: كنسخ التوجه إلى بيت المقدس بالتوجه إلى الكعبة في قوله: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [1].
4- والنسخ إلى بدل أثقل: كنسخ الحبس في البيوت في قوله: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ} [2] ... الآية، بالجلد في قوله: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي} [3] ... الآية.
أو الرجم في قوله: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة"..[4]. [1] البقرة: 144. [2] النساء: 15. [3] النور: 2. [4] اعترض بعض العلماء على هذا النوع محتجين بقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] ، وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [النساء: 28] ، ويُجاب عن ذلك بأن البدل إلى أثقل يكون ميسرًا على المكلَّفين دون مشقة أو إرهاق مع ما فيه من زيادة النفع وعظيم الثواب، وثقله وصف له بالنسبة إلى ما قبله. شُبَهُ النسخ:
وللناسخ والمنسوخ أمثلة كثيرة، إلا أن العلماء في هذا:
1- منهم المكثر الذي اشتبه عليه الأمر فأدخل في النسخ ما ليس منه.
2- ومنهم المتحري الذي يعتمد على النقل الصحيح في النسخ.
ومنشأ الاشتباه عند المكثرين أُمور أهمها:
اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 248