اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 218
{الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [1]. وإنما الظلمات والنور تنشأ عن أجرام توجد بوجودها، وتعدم بعدمها.
الثالث: بمعنى النقل من حال إلى حال والتصيير، فتتعدى إلى مفعولين: إما حسًّا كقوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاش} [2]، وإما عقلًا كقوله: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} [3].
الرابع: بمعنى الاعتقاد، كقوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ} [4].
الخامس: بمعنى الحكم بالشيء على الشيء، حقًّا كان أوباطلًا، فالحق، كقوله تعالى: {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [5]، والباطل، كقوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا} [6]. [1] الأنعام: [1]. [2] البقرة: 22. [3] سورة ص: 5. [4] الأنعام: 100. [5] القصص: 7. [6] الأنعام: 136.
"لعل" و"عسى":
تستعمل "لعل" و"عسى" للرجاء والطمع في كلام المخلوقين حيث يشك الخلق في الأمور الممكنة ولا يقطعون على الكائن منها، أما بالنسبة إلى الله تعالى:
أ- فقيل: هما يدلان على الحصول والوجوب، لأن نسبة الأمور إلى الله نسبة قطع ويقين.
ب- وقيل إنهما للترجي على بابهما، ولكن الترجي يكون بالنسبة إلى المخاطبين.
جـ- وقيل: إن "عسى" و"لعل" في كثير من المواضع تكون للتعليل.
قال تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [1]، وقال سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [2]. [1] الإسراء: 79. [2] المائدة: 100.
اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 218