اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 209
لم يبدو دقيقًا مثل الخيط ثم يزيد قليلًا حتى يمتلئ، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ؟ فأجيبوا ببيان حكمة ذلك تنبيهًا على أن الأهم السؤال عن ذلك لا ما سألوا عنه.
وقد يجيء الجواب أعم من السؤال للحاجة إليه كقوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ} [1], في جواب: {مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْر} [2].
وقد يجيء أنقص لاقتضاء الحال ذلك كقوله تعالى: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي} [3], في جواب: {ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ} [4]؛ لأن التبديل أسهل من الاختراع، وقد نفى إمكانه فالاختراع أولى.
والسؤال إذا كان لطلب معرفة تعدى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتارة بـ "عن" وهو أكثر كقوله: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ} [5]، وإذا كان لاستدعاء مال ونحوه فإنه يتعدى بنفسه أو بـ "من" وبنفسه أكثر كقوله: {وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ} [6]، وقوله: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [7]. [1] الأنعام: 64. [2] الأنعام: 63. [3] يونس: 15. [4] يونس: 15. [5] الإسراء: 85. [6] الممتحنة: 10. [7] النساء: 32.
7- الخطاب بالاسم والخطاب بالفعل:
الاسم يدل على الثبوت والاستمرار. والفعل يدل على التجدد والحدوث، ولكل منهما موضعه الذي لا يصلح له الآخر، فيأتي التعبير مثلًا في النفقة بالفعل كقوله: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} [1], ولم يقل "المنفقون" ويأتي التعبير في الإيمان بالاسم كقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [2]؛ لأن النفقة أمر فعلي شأنه الحدوث والتجدد بخلاف [1] آل عمران: 134. [2] الحجرات: 15.
اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 209