اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 119
[1]- "أ" جمع القرآن بمعنى حفظه على عهد النبي, صلى الله عليه وسلم:
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مولعًا بالوحي، يترقب نزوله عليه بشوق، فيحفظه ويفهمه، مصداقًا لوعد الله: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [1], فكان بذلك [1] القيامة: 17.
جمع القرآن وترتيبه مدخل
...
8- جمع القرآن وترتيبه:
يُطلق جمع القرآن ويُراد به عند العلماء أحد معنيين.. المعنى الأولى: جمعه بمعنى حفظه، وجماع القرآن: حفاظه، وهذا المعنى هو الذي ورد في قوله تعالى في خطابه لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وقد كان يحرِّك شفتيه ولسانه بالقرآن إذا نزل عليه قبل فراغ جبريل من قراءة الوحي حرصًا على أن يحفظه: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ, إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ, فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ, ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [1], عن ابن عباس قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرِّك به لسانه وشفتيه مخافة أن ينفلت منه، يريد أن يحفظه، فأنزل الله: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ, إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} قال: يقول إن علينا أن نجمعه في صدرك ثم نقرأه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} يقول: إذا أنزلناه عليك: {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} فاستمع له وأنصت {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} أن نبينه بلسانك. وفي لفظ: علينا أن نقرأه، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق -وفي لفظ: استمع- فإذا ذهب قرأه كما وعد الله[2].
المعنى الثاني: جمع القرآن بمعنى كتابته كله، مفرَّق الآيات والسور، أو مرتب الآيات فقط، وكل سورة، في صحيفة على حدة، أو مرتب الآيات والسور في صحائف مجتمعة تضم السور جميعًا وقد رُتِّب إحداها بعد الأخرى. [1] القيامة: 16-19. [2] أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس.
اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : القطان، مناع بن خليل الجزء : 1 صفحة : 119