اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 65
الباب الثاني: تاريخ القرآن
الفصل الأول: جمع القرآن وكتابته
مدخل
...
الباب الثاني: تاريخ القرآن
الفصل الأول: جمع القرآن وكتابته
لجمع القرآن معنيان وردت النصوص بكليهما، ففي قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} ورد الجمع بمعنى الحفظ، ومنه جماع القرآن, أي: حفاظه. والمعنى الثاني لجمع القرآن هو كتابته كله مفرق الآيات والسور، أو مرتب الآيات فقط وكل سورة في صحيفة على حدة، أو مرتب الآيات والسور في صحائف مجتمعة تضم السور جميعا وقد رتبت إحداها بعد الأخرى.
فأما جمع القرآن بمعنى حفظه واستظهاره في لوح القلب فقد أوتيه رسول الله قبل الجميع، فكان عليه الصلاة والسلام سيد الحفاظ وأول الجماع، وتيسر ذلك لنخبة من صحابته على عهده, ولا بد أن يكون عدد هذه النخبة غير قليل, "فقد قتل منهم -كما قال القرطبي- يوم بئر معونة سبعون وقتل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل هذا العدد"[1]. ولو أخذنا بظاهر الروايات التي يذكرها البخاري في "صحيحه" لحسبنا أن عدد الحفاظ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزيد عن السبعة. وهؤلاء السبعة أنفسهم لا تسرد أسماؤهم متعاقبة في رواية واحدة في "الصحيح" وإنما تجمع من ثلاث روايات فيه مع ترك الأسماء المكررة[2]. ولذلك يطلق المستشرق بلاشير Blachere الحكم [1] الإتقان 122. [2] افتتح السيوطي "الإتقان1/ 121" النوع العشرون في معرفة حفاظه ورواته" هذا الباب بذكر تلك الروايات الثلاث عن البخاري، فالأولى عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبي بن كعب". والثانية عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب, ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، قلت: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي. والثالثة من طريق ثابت عن أنس قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. "وتراجع أسماء هؤلاء الحافظ في صحيح البخاري في الباب السابع عشر من كتاب مناقب الأنصار".
اسم الکتاب : مباحث في علوم القرآن المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 65