responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباحث في التفسير الموضوعي المؤلف : مصطفى مسلم    الجزء : 1  صفحة : 210
أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ} .
إن أسلوب الحوار بين بعضهم، واختيار الكلمات المعبرة تلقي في النفس الشعور بالتثاقل من أثر النوم الطويل {كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ} .
إن تكرار حرف الثاء في هذا المشهد الذي يصف استيقاظهم لها إيحاءات مشعرة بهذا التثاقل "بعثناهم، كم لبثتم، لبثنا، بما لبثتم، فابعثوا" ثم عدم الوقوف طويلًا عند البحث عن المدة التي استغرق نومهم فيها، شأن المستيقظ من نوم ثقيل، لا يستطيع تركيز فكرة على شيء معين، وإنما يصرف ذهنه إلى الشيء الملح الذي يلاحقه وهو الشعور بالجوع والحاجة إلى تناول شيء من الطعام، ولكن لا زاد معهم، فليدبروا أمر نزول أحدهم إلى المدينة لشراء الطعام.
وبعد التوصية بأخذ الحيطة والحذر لئلا ينكشف أمرهم، ويقعوا في قبضة زبانية الطاغية {وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا، إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} ، يسدل الستار على المشهد الثالث، والمشاهدون يمسكون أنفاسهم وهم ينتظرون المفاجأة في طريقة التعرف على الفتى الذي يريد دخول المدينة على حين غفلة من أهلها.
ويترك للسامع والقارئ أن يتخيل الصور والأشكال التي يمكن أن يتعرف بها أهل المدينة المؤمنين، ومدى الدهشة من الفتى وزملائه من هذا الانقلاب الجذري الهائل، فسبحان محول الأحوال، لقد زالت دولة الظلم والطغيان وولت جحافل الكفر والضلال، وأشرق على المدينة نور الإيمان.
أما الديار فإنها كديارهم ... وأرى رجال الحي غير رجاله
فالناس غير الناس، والحال غير الحال، فالمؤمنون آمنون على عقائدهم ومعايشهم والرغبة في الخير سائدة بينهم.
ويمر المشهد الرابع كلمح البصر سرعة ووجازة، قد تم التعرف عليهم وتم العثور على بقيتهم، وتتداركهم رحمة الله سبحانه وتعالى مرة أخرى فتلحقهم

اسم الکتاب : مباحث في التفسير الموضوعي المؤلف : مصطفى مسلم    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست