اسم الکتاب : مباحث في التفسير الموضوعي المؤلف : مصطفى مسلم الجزء : 1 صفحة : 208
- ولم تتعرض الآيات الكريمة إلى الطبقة التي ينتمى إليها الفتية، وكيف اجتمعوا على هذه الفكرة.
- وكيف تم خروجهم عن أي طريق وعلى أي حال، وكم كان عددهم وما بال الكلب الذي رافقهم.
- وعند السرد التفصيلي للقصة نجده ينصب على جوانب العقيدة والمعاني الأساسية وتهمل ما سواها.
- فهم فتية جمعهم الإيمان بالله سبحانه وتعالى: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ} .
- وتتداركهم رحمة الله سبحانه وتعالى وعنايته، {وَزِدْنَاهُمْ هُدى} .
- ولأنهم فتية ليست لهم تلك التجارب العريقة في مواجهة الشدائد يتداركهم لطف الله {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِم} .
- فنتج من هذا الربط على القلوب الثبات والرسوخ والاطمئنان والعزيمة الصادقة والاعتزاز بالإيمان {إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} .
- ثم الالتفات إلى ما حولهم وهم ينظرون بنور البصيرة إلى هذا الظلام المخيم على القوم، وهذا الجهل والغي الذي هم فيه سادرون، فيستنكرون ذلك عليهم، لماذا لا يحتكمون إلى العقل الذي وهبهم إياه خالقهم، ولماذا لا يبحثون عن دليل على ما هم فيه {هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} .
ويأتي الفاصل في العرض، وكأن الستار قد أسدل على المشهد الأول وقد توجه الفتية إلى الكهف.
ثم يفتح الستار على المشهد الثاني، وقد ضرب على آذان الفتية في الكهف[1]، وتوقفت عوامل الزمن بالنسبة لهم، إلا أن دولات الكون لم يسكن وقد [1] الكهف: النقب المتسع في الجبل، فإن لم يكن واسعًا فهو غار.
اسم الکتاب : مباحث في التفسير الموضوعي المؤلف : مصطفى مسلم الجزء : 1 صفحة : 208