responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فهم القرآن المؤلف : الحارث المحاسبي    الجزء : 1  صفحة : 312
وندبنا فِيهِ إِلَى الْأَخْلَاق الْكَرِيمَة والمنازل الشَّرِيفَة وَأخذ علينا الْمِيثَاق الْمُؤَكّد فَكيف يرضى بتلاوته وَالْقلب مَشْغُول بالدنيا وَقد طبعنا طبعا لَا نَعْرِف مَا نتلو دون أَن نصغي إِلَيْهِ بأسماعنا وَلَا نفهمه وَإِن أصغينا إِلَيْهِ حَتَّى نحضر لَهُ عقولنا إِلَّا بقطعها عَن النّظر فِي كل شَيْء سواهُ وَلَا نفهم قَوْله دون أَن نعظم مَا قَالَ فِي قُلُوبنَا ونعظم قدر رِضَاهُ وَسخطه وَلَا يعظم ذَلِك عندنَا مَعَ طول موالاتنا بالدنيا والاشتغال بذكرها وَذكر أَهلهَا إِلَّا بتكرار التلاق والدوام على تقصي الْعقل تقصي ذَلِك والتيقظ لَهُ حَتَّى نفهم مَا قَالَ فينتبه الْعقل من غفلته ويشاهد علم الغيوب ببصره ويتوهم عَظِيم الْجَزَاء الثَّوَاب وَالْعِقَاب بِرُؤْيَة بَصَره
فَعِنْدَ ذَلِك يعقل التَّالِي عَن ربه عز وَجل فَيَقُول مَا قَالَ عَنْك كرائي عينه وَمَا أقبل عبد على الله جلّ وَعز إِلَّا أقبل الله عَلَيْهِ وأسرع إِلَيْهِ الْإِجَابَة فَكَذَلِك إِذا أقبل على الله تَعَالَى وَذكره بِطَلَب الْفَهم أسْرع إِلَيْهِ بالإفهام لَهُ وَكَذَلِكَ ضمن للمقبلين إِلَيْهِ بعقولهم لفهم كَلَامه عَنهُ فَقَالَ عز وَجل {إِن فِي ذَلِك لذكرى لمن كَانَ لَهُ قلب أَو ألْقى السّمع وَهُوَ شَهِيد}

اسم الکتاب : فهم القرآن المؤلف : الحارث المحاسبي    الجزء : 1  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست