اسم الکتاب : فضائل القرآن المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 56
فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر -رضي الله عنهم.
وقد روى البخاري[1] هذا في غير موضع من كتابه, ورواه الإمام أحمد والترمذى والنسائي من طرق من الزهرى به.
وهذا من أحسن وأجل وأعظم ما فعله الصديق -رضى الله عنه، فإنه أقامه الله تعالى بعد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مقاما لا ينبغى لأحد من بعده: قاتل الاعداء من مانعى الزكاة والمرتدين والفرس والروم، ونفذ الجيوش، وبعث البعوث والسرايا، وردَّ الأمر إلى نصابه، بعد الخوف من تفرقه وذهابه، وجمع القرآن العظيم من أماكنه المتفرقة حتى تمكَّنَ القارئ من حفظه كله, وكان هذا من سر قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .
فجمع الصديق الخير وكفَّ الشرور -رضي الله عنه وأرضاه، ولهذا [1] في "صحيحه" "9/ 10، 11 و13/ 183، 404- فتح".
وأخرجه أحمد "1/ 10 و5/ 188-189"، والترمذي "3103"، والنسائي في "فضائل القرآن"" 13، 20، 27" وأبو عبيد "ص152-153"، وابن حبان "4506" وأبو يعلى "58، 59، 60، 86"، وابن أبي داود في "المصاحف" "ص7، 8، 9" وابن عبد البر في "التمهيد" "8/ 279"، وأبو بكر الكلاباذي في "معاني الأخبار" "ق210/ 2-211/ 1", والبيهقي "2/ 40-41" من طرق عن إبراهيم بن سعد، ثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت. فذكره.
وتابعه يونس بن يزيد، عن الزهري بسنده سواء.
أخرجه البخاري "13/ 404"، وابن أبي داود "9"، وأبو يعلى "66", قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، وهو من حديث الزهريّ، لا نعرفه إلّا من حديثه".
اسم الکتاب : فضائل القرآن المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 56