اسم الکتاب : فضائل القرآن المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 34
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه} [المائدة: 48]
قال الغمام أبو جعفر بن جرير -رحمه الله: ثنا المثنى، ثنا عبد الله بن صالح، حدثنى معاوية عن علي -يعني أبي طلحة, عن ابن عباس "في"[1] قوله: {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه} ، قال: المهيمن الأمين، قال: القرآن أمين على كل كتاب قبله، وفى رواية: شهيدا عليه.
وقال سفيان الثورى وغير واحد من الأئمة, عن أبى اسحاق السبيعي، عن التميمى، عن ابن عباس: {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه} قال: مؤتمنًا، وبنحو ذلك قال مجاهد والسدي وقتادة وابن جريج والحسن البصرى، وغير واحد من أئمة السلف.
وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال: "إذا رقب"[2] الرجل الشىء وحفظه وشهده: "قد هيمن فلان عليه"، فهو مهيمن هيمنة، وهو عليه مهيمن, وفي أسماء الله تعالى: {الْمُهَيْمِنُ} [الحشر: 23] وهو الشهيد على كل شىء, الرقيب الحفيظ بكل شيء.
وأما الحديث الذى اسنده البخارى، أنه -عليه السلام- أقام بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرًا، فهو مما انفرد به البخاري[3] دون [1] من "جـ". [2] في "جـ": "أرقب". [3] في "صحيحه" "9/ 3- فتح".
وأخرجه النسائي في "الفضائل" "رقم1" عن حسين بن محمد, وأحمد "2696" حدثنا حسن، يعني أبي موسى الأشيب قالَا: حدثنا شيبان، فذكره.
وهذا إسناد صحيح وقال المصنِّف في "تاريخه" "5/ 257": "لم يخرجه مسلم".
وأخرج ابن الضريس في "فضائل القرآن" "126" بإسناد صحيح إلى الحسن البصري قال: "كان يقال: أنزل القرآن على نبي الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ثماني سنين بمكة، وعشرًا بعدما هاجر, وكان قتادة يقول: "عشر بمكة وعشر بالمدينة".
اسم الکتاب : فضائل القرآن المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 34