اسم الکتاب : فضائل القرآن المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 213
تنبيه:
إن كان البخارى -رحمه الله- أراد بذكر حديث سهل الدلالة على أن تلاوة القرآن عن ظهر قلب أفضل منها فى المصحف, ففيه نظر.
لأنها[1] قضية عين، فيحتمل أن ذلك الرجل كان لا يحسن الكتابة، ويعلم ذلك رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منه، فلا يدل على أن التلاوة عن ظهر قلب أفضل مطلقًا في حق من يحسن ومن لا يحسن، إذ لو دل على هذا لكان ذكر حال رسول الله وتلاوته عن ظهر قلب -لأنه أمي لا يدرك الكتابة- أولى من ذكر هذا الحديث بمفرده.
الثانى: إن سياق الحديث إنما هو لأجل استثبات أنه يحفظ تلك السور عن ظهر قلب؛ ليمكنه تعليمها لزوجته، وليس المراد ههنا أن هذا أفضل من التلاوة نظرًا ولا عدمه، والله سبحانه وتعالى أعلم. [1] يعني: أوّلًا؛ لأنه سيذكر وجهًا آخر بعده.
اسم الکتاب : فضائل القرآن المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 213