اسم الکتاب : فضائل القرآن المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 180
وتمام الخشية، وذلك هو الغاية فى ذلك، وهو -سبحانه وتعالى- يسمع أصوات العباد كلهم برهم وفاجرهم.
كما قالت عائشة -رضى الله عنها: سبحان الذى وسع سمعه الأصوات, ولكن استماعه لقراءة عباده المؤمنين أعظم، كما قال تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} الآية، ثم استماعه لقراءة أنبيائه أبلغ، كما دلَّ عليه هذا الحديث العظيم.
ومنهم من فَسَّر الأذن ههنا بالأمر.
والأول أولى؛ لقوله: "ما أَذِنَ الله لشىء، ما أَذِنَ لنبيٍّ يتغَنَّى بالقرآن" أي: يجهر به، والاذن الاستماع؛ لدلالة السياق عليه، وكما قال تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ، وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ، وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ، وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق: [1]-5] . أى: استمعت لربها وحقت، أى: وحق لها أن تستمع أمره وتطيعه، فالاذن ههنا، هو: الاستماع.
ولهذا جاء فى حديث رواه ابن[1] ماجه بسند جيِّدٍ عن فَضَالَةَ بن عُبَيْدٍ [1] أخرجه ابن ماجه "1340"، وأحمد "6/ 20"، والبخاري في "التاريخ الكبير" "4/ 1/ 124"، وابن حبان "659"، وابن نصر في "قيام الليل" "ص58"، والطبراني في "الكبير" "ج18/ رقم 772"، والبيهقي "10/ 230"، والسمعاني في "أدب الإملاء" "ص93-94" من طرق عن الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعى، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن ميسرة مولى فَضَالَةَ، عن فَضَالَةَ بن عُبَيْدٍ مرفوعًا، فذكره.
قال البوصيري في "الزوائد" "436/ 1": "هذا إسناد حسن". =
اسم الکتاب : فضائل القرآن المؤلف : ابن كثير الجزء : 1 صفحة : 180