responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل القرآن المؤلف : ابن كثير    الجزء : 1  صفحة : 177
الوصاة بكتاب الله:
حدَّثَنا[1] محمد بن يوسف، ثنا مالك بن مغول، ثنا طلحة -هو ابن مصرف، سألت عبد الله بن أبى أوفى: أوصى النبى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: لا, قال: قلت: فكيف كتب على الناس الوصية أمروا بها، ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله -عزَّ وجلَّ.
وقد رواه فى "مواضع أُخَرَ" مع بقية الجماعة إلا أبا داود من طرق، عن مالك بن مغول به.
وهذا نظير ما تقدَّمَ عن ابن عباس أنه ما ترك إلا ما بين الدفتين, وذلك أن الناس كتب عليهم الوصية فى أموالهم، كما قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [البقرة: 180] وأما هو -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فلم يترك شيئًا يورث عنه، و"إنما"[2] ترك ماله صدقة جارية من بعده، فلم يحتج إلى وصية فى ذلك.
ولم يوص الى خليفة يكون بعده على التنصيص؛ لأن الأمر كان ظاهرًا من إشاراته وايماءاته إلى الصديق، ولهذا لما همَّ بالوصية إلى أبى بكر، ثم

[1] البخاري في "فضائل القرآن" "9/ 67".
وأخرجه أيضًا في "الوصايا" "5/ 356" وفي "المغازي" 8/ 148"، ومسلم "1634/ 16-17"، والنسائي "6/ 240"، والترمذي "2119"، وابن ماجه "2696"، والدارمي "2/ 290-291"، وأحمد "4/ 354، 355، 381", والحميدي "772" من طريق مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن ابن أبي أوفى.
قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب".
[2] في "أ": "وأما".
اسم الکتاب : فضائل القرآن المؤلف : ابن كثير    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست