اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 233
شيء أضيف، ولا يجوز إلا عند الضرورة -كما سبق- وبعد أن تزول الضرورة يبتدئ بالكلمة التي وقف عليها إن صلح الابتداء بها وإلا فبما قبلها كما أشار إلى ذلك الإمام ابن الجزري بقوله:
وغير ما تمَّ قبيح وله ... يُوقَفُ مضطرًا وَيُبْدا قبله
النوع الثاني: الوقف على كلام يُوهِمُ معنىً غير إرادة الله تعالى كالوقف على قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي} [1] وعلى قوله سبحانه: {وَمَا مِنْ إِلَه} [2]، وعلى قوله جل وعلا: {وَمَا أَرْسَلْنَاك} [3]، وعلى قوله تعالى: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ} [4]، وعلى قوله: {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ} [5] فالوقف على هذا وأمثاله أقبح وأشنع؛ لما فيه من فساد المعنى، ومن قَصَدَهُ يأثم بل ربما يُفْضي قصده هذا إلى الكفر والعياذ بالله، فإذا وقف عليه مضطرًّا -كما سبق- لَزِمَه أن يرجع حتى يصله بما بعده؛ لتكتمل المقاطع وتتضح المعاني، ويظهر حسن التلاوة وجمالها.
وإلى هنا ينتهي الكلام على الوقف بأنواعه، ثم نبدأ في الكلام على الابتداء. [1] سورة البقرة: 26. [2] سورة آل عمران: 62. [3] سورة الأنبياء: 107. [4] سورة النساء: 43. [5] الإنسان: 31. الابتداء:
تعريفُ الابتداءِ: الابتداء هو الشروع في القراءة سواء كان بعد قَطْعٍ وانْصِرافٍ عنها أو بعد وقف، فإذا كان بعد قطع فلا بد فيه من مراعاة أحكام الاستعاذة والبسملة وقد سبق توضيح ذلك.
وأما إذا كان بعد وقف، فلا حاجة إلى ملاحظة ذلك؛ لأن الوقف إنما هو للاستراحة وأخذ النَّفَس فقط.
وقال الإمام ابن الجزري: الابتداء لا يكون إلا اختياريًّا؛ لأنه ليس كالوقف تدعو
اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 233