اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 220
الوقفُ والابتداءُ:
تمهيدٌ:
القارئ للقرآن الكريم لا يستطيع أن يقرأ السورة أو القصة منه في نفس واحد، علمًا بأنه لم يَجُزْ التَّنَفُّس بين الكلمتين حالة الوصل، ولا في أثناء الكلمة.
لهذا فقد وجب اختيار وقف للتنفس والاستراحة، وتعيَّن على القارئ أن يرتضي ابتداء بعد التنفس والاستراحة، بشرط أن لا يكون ذلك مما يُخِلُّ بالمعنى أو الفَهْم حتى يظهر إعجاز القرآن.
ومن أجل هذا كله فقد حضَّ الأئمة على تعلم الوقف والابتداء ومعرفته معرفة تامَّة1.
والأصل في هذا الباب ما رواه ابن أبي مُلَيكَةَ عن أم سلمة -رضي الله عنها- حين سئلت عن قراءة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُقَطِّع قراءته يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، ثم يقف {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، ثم يقف، وكان يقرأ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [2].
وفي رواية أخرى قالت: قراءة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم. {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} . {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} . يقطْع قراءته آية آية[3].
1من كتاب "النشر" "ج: 1، ص316"، بتصرف. [2] أخرجه الترمذي، رقم 2924، وقال: حديث حسن صحيح. [3] أخرجه أبو داود، رقم 1466، كما أخرجه النسائي وأحمد وصححه ابن خزيمة والدارقطني والحاكم. انظر: "جامع الأصول في أحاديث الرسول" بتحقيق: عبد القادر الأرناءوط "ج: 2، ص463".
اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 220