اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 193
وهي ساكنة أيضًا فحركت بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين.
ومثال التنوين قوله تعالى: {وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً، انظُرْ} بالنساء[1]، وقوله: {بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ} بالأعراف[2]، فالتنوين هو عبارة عن نون ساكنة زائدة التقت مع النون والدال الساكنتين فحركت بالكسر؛ للتخلص من التقاء الساكنين.
ويتفق القراء فيما خالف الشروط المذكورة وذلك مثل قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} بالإسراء[3]، وقوله: {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} بـ"ص"[4]، وقوله: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} بالملك[5]، وقوله: {فَلْيَنْظُرِ الْإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ} بالطارق[6].
فجميع القراء متفقون على تحريك الساكن الأول بالكسر في هذه الأمثلة وما ماثلها.
فتلخص لنا أن حفصًا يقرأ كل ما ذكر وأمثاله بتحرك الساكن الأول بالكسر وذلك على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين.
وقد يخرج عن هذا الأصل في بعض المواضع، فيحرك الساكن الأول بالفتح أو الضم أما التحريك بالفتح فيأتي في ثلاث صور:
الصورة الأولى في: "مِنْ" الجارة مثل قوله تعالى: {وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} بالأنبياء[7]، فمن، حرف جر مبني على السكون، ولكنه حُرك بالفتح؛ للتخلص من التقاء الساكنين دون الكسر؛ لما في الانتقال من الكسر إلى الفتح من الثقل.
الصورة الثانية في: "تاء التأنيث" إذا أضيفت إلى التثنية مثل قوله تعالى: [1] الآيتان: 49، 50. [2] الآية: 49. [3] الآية: 85. [4] الآية: 6. [5] الآية: 3. [6] الآية: 5. [7] الآية: 56.
اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 193