اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 191
في كلمة واحدة أو في كلمتين.
ففي الكلمة الواحدة يلتقيان وصلاً ووقفًا في مثل قوله تعالى: {الصَّاخَّةُ} [1]، وقوله: {أَتُحَاجُّونِّي} [2]، وقوله: {آلآنَ} موضعي يونس[3]، وقوله: {الم} [4]، وما شابه ذلك ولا بد فيه حينئذٍ من التخلص من التقاء الساكنين وذلك يكون بالمد الطويل -ست حركات- لأنه حرف مد جاء بعده ساكن لازم وصلا ووقفًا، وهذا هو المد اللازم.
وأما في الكلمتين فيلتقيان في حالة الوصل فقط، ولا بد حينئذٍ من التخلص منهما -كما تقرره قواعد اللغة العربية- وذلك إما بحذف الساكن الأول أو بتحريكه.
فالتخلص منهما بالحذف يكون في حرف المد الذي يحذف وصلاً ويثبت وقفًا وهو نوع من أنواع المد الأصلي مثل قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [5]، وقوله: {وإذْ قالُوا اللَّهُمَ} [6]، وقوله: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} [7]، وهذا الحذف يكون في النطق حالة الوصل فقط؛ لثبوت الحرف المحذوف رسمًا غالبًا.
وقد يحذف حرف المد وصلاً ووقفًا لحذفه رسمًا وذلك في مثل قوله تعالى: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} بالبقرة[8]، فإذا وقفنا على: تُحْي، نقف بإسكان الياء التي هي عين الكلمة، لأن الياء الثانية -التي هي لام الكلمة- محذوفة رسمًا لعلة التقاء الساكنين.
وأما التخلص من الساكنين بالتحريك فالقراء يختلفون فيه تارة، ويتفقون تارة أخرى.
فيختلفون فيما إذا كان الساكن الأول آخر الكلمة، والساكن الثاني في كلمة مبدوءة بهمزة وصل مضمومة في الابتداء لضم الثالث ضمًّا لازمًا، فنافع وابن كثير وابن عامر والكسائي يحركون الساكن الأول بالضم تبعًا لضم الثالث. [1] سورة عبس: 33. [2] سورة الأنعام: 80. [3] الآيتان: 51، 91. [4] سورة البقرة: 1. [5] سورة التكوير: 1. [6] سورة الأنفال: 32. [7] سورة الذاريات: 22. [8] الآية: 260.
اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 191