اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 113
تنبيهاتٌ: الأول: حكم اجتماع سببين من أسباب المد
إذ اجتمع سببان من أسباب المد أحدهما قوي والآخر ضعيف عمل بالقوي وألغي الضعيف مثال ذلك قوله تعالى: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ} [1] فالهمزة الأولى جاء بعدها واو مدّ وهذا يعتبر من قبيل مد البدل، والهمزة الثانية تقدمها واو مد وهذا يعتبر من قبيل المد المنفصل، ولما كان المد المنفصل أقوى من المد البدل اعتبر المد منفصلا؛ لأنه الأقوى وألغي البدل؛ لأنه الأضعف.
وإلى هذا يشير العلامة المحقق الشيخ إبراهيم شحاتة السمنودي بقوله:
وسببًا مد إذا ما وجدا ... فإن أقوى السببين انفردا [1] سورة يوسف: 16.
الثاني: حكم اجتماع مدين من نوع واحد
إذا اجتمع مدَّان من نوع واحد كمنفصلين أو متصلين أو عارضين فتجب التسوية بينهما، ولا يجوز زيادة أحدهما أو نقصه عن الآخر، مثل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} [1] فإذا مدَدْت المنفصل الأول أربع حركات وجب مدّ الثاني أربعًا فقط وإذا مددته خمسًا وجب مد الثاني خمسًا كذلك، وهكذا في بقية أنواع المدود، وإلى ذلك يشير المحقق ابن الجزري بقوله:
واللَّفْظُ في نظِيرِهِ كَمِثْلِهِ [1] سورة البقرة: 4.
الثالث: حكم اجتماع المتصل والمنفصل
إذا التقى مدَّان أحدهما متصل والآخر منفصل، سواء تقدم المتصل نحو: قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى} [1] أم تأخر نحو قوله تعالى: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ} 2
ففيهما لحفص وجهان إذا مدَدْنا الأول أربع حركات مددنا الثاني أربع حركات أيضًا فقط، وإذا مددنا الأول خمس حركات مددنا الثاني خمس حركات أيضًا فقط. [1] سورة البقرة: 34.
2 سورة البقرة: 13.
اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 113