اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 102
حُكْمُهُ: جواز مده وقصره إلا أن حفصًا ليس له فيه إلا القصر.
مقدارُ مدِّهِ: يمد حركتين فقط كالمد الطبيعي.
وجهُ تسميتهِ بدلا: سمي مد بدل لأن حرف المد فيه مبدل من الهمز غالبا إذ أصل كل بدل هو اجتماع همزتين في كلمة: أولاهما متحركة والأخرى ساكنة فتبدل الهمزة الثانية حرف مد من جنس حركة الأولى تخفيفًا، وإلى هذا يشير الإمام الشاطبي يقول:
وإبدال أخرى الهمزتين لكلهم ... إذا سكنت عزم كآدم أو هلا
فإن كانت الهمزة الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفًا نحو: {ءَامِنُوا} إذ أصلها {ءَأْمنوا} ، وإن كانت الهمزة الأولى مكسورة أبدلت الثانية ياء نحو: {إِيْمَانًا} إذ أصلها {إِأْمانًا} ، وإن كانت الهمزة الأولى مضمومة أبدلت الثانية واوًا نحو: {أُوتُوا} إذ أصلها {أُأْتوا} .
وتسميته بمد البدل إنما باعتبار الغالب والكثير فيه؛ لأن من أمثلته ما لا يكون حرف المد فيه بدلا من الهمزة نحو: {قُرءَان} [1]، {إسْرَاءِيل} [2]، {مسْئُولا} [3] وهذا يعتبر شبيهًا بالبدل؛ لأن حرف المد في مثل ذلك أصلي وليس مبدلاً من الهمزة.
ولقد اشتُرِط في التعريف أن لا يقع بعد حرف المد همز أو سكون؛ لكي يخرج نحو: {ءآمِيْنَ} [4] فهو مد لازم، نحو: {برءآؤاْ} فهو مد متصل، ونحو: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ} [6] فهو مد منفصل، ونحو: {مَآبٍ} [7] عند الوقف فهو مد عارض للسكون، وقد ألغي مد البدل في مثل هذا كله؛ لأن هذه المدود تعتبر أقوى منه رتبة فقدمت عليه كما سيأتي التنبيه على ذلك عند الكلام على مراتب المدود[8]. [1] الإسراء: 78. [2] البقرة: 40. [3] الإسراء: 34. [4] المائدة: 2.
5 الْمُمْتَحنة: 4. [6] يوسُف: 16. [7] الرَّعد: 29. [8] فائدة: اعلم أن مد البدل له أربع حالات: أ- ثبوته وقفًا ووصلا نحو: {ءامنوا} [البقرة: 9] . ب- ثبوته وصلا لا وقفًا نحو: {مَآبٍ} [الرعد: 29] ، ج- ثبوته وقفًا لا وصلا نحو: {دُعَاء} [البقرة: 171] .
د- ثبوته عند الابتداء فقط وذلك نحو ما يأتي: {ائْذَنْ لِي} [بالتوبة: 49] ، {اؤْتُمِن} [بالبقرة: 283] ، {ائْت} [بيونس: 15] و [الشعراء: 10] ، {ائْتِنَا} [بالأنعام: 71] و [الأعراف: 77] و [الأنفال: 32] و [العنكبوت: 29] ، {ائْتِيَا} [بفصلت: 11] ، {ائْتُوا} [بطه: 64] و [الجاثية: 25] ، {ائْتُونِي} [بيونس: 79] و [يوسف: 50، 54، 59] و [الأحقاف: 4] . وهذه الكلمات السبع اجتمع في كل منها همزتان الأولى همزة وصل والثانية همزة قطع، فإذا وصلت الكلمة بما قبلها حذفت همزة الوصل وبقيت همزة القطع ساكنة، أما إذا ابتدئ بها فحينئذ تثبت همزة الوصل وتُبدل همزة القطع حرف مد من جنس حركة ما قبلها، فإن كان ثالث الفعل مضمومًا ضمًّا لازمًا بُدئ بهمزة الوصل مضمومة مثل "أوتمن"، وإن كان ثالث الفعل مفتوحًا مثل "ايذن لي" أو مكسورًا مثل "ايتنا" أو مضمومًا ضمًّا عارضًا مثل "ايتوا" بدئ بها في ذلك كله مكسورة، وسيأتي حكم ذلك في باب: همزة الوصل.
اسم الکتاب : غاية المريد في علم التجويد المؤلف : عطية قابل نصر الجزء : 1 صفحة : 102