والإظهار والإدغام لغتان واردتان عن العرب.
والإظهار هو الأصل؛ لعدم احتياجه إلى سبب، ولأنه هو الأكثر في الحروف، ولأن فيه إعطاء كل حرف حقه من إعرابه وحركة بنيته التي استحقها، والإدغام متوقف على سبب؛ وهو إرادة التخفيف، ولأن اللسان إذا لفظ بالحرف من مخرجه ثم عاد مرة أخرى للمخرج بعينه ليلفظ بحرف آخر مثله صعب عليه.
وشبَّهه النحويون بمشي المقيد؛ لأنه يرفع رجلًا ثم يعيدها إلى موضعها أو قريب منه.
وشبهه بعضهم بإعادة الحديث مرتين، وذلك ثقيل على السامع؛ ولذلك ورد الإدغام عن أبي عمرو بن العلاء كثيرًا، وقال: الإدغام كلام العرب الذي يجري على ألسنتها ولا يُحسنون غيره، ومن شواهد الإدغام في كلام العرب قول الشاعر:
عشية تمنى أن تكون حمامة ... بمكة يغشاها الشتا والمحرم1
1 كذا في "الإضاءة" ص14، وفي "طلائع البشر" ص8: يؤويك الستار المحرم، وكذا في "قلائد الفكر" ص5.