السورة، وكرهت أن يثقل الكتاب، فأمسكت عن ذلك، وأخبرت بالقراءة مجردة"[1].
وكأن ابن مجاهد أثار بذلك موضوع الاحتجاج وبيان القراءات؛ ومن ثَمَّ نرى تلامذته ومعاصريه بدءوا بالتأليف في الاحتجاج، وأغلب المؤلفات في علم الاحتجاج أُلفت بعد ابن مجاهد في القرن الرابع الهجري، فنرى أن علم الاحتجاج أصبح ظاهرة من ظواهر التأليف في القراءات، فقد ذكر ابن النديم وغيره أناسًا كثيرين ممن ألفوا في الاحتجاج في هذا القرن[2].
1 "السبعة" ص112. [2] راجع: "القراءات القرآنية" ص44، 45. التدوين في الاحتجاج:
لا يُعرف بالتحديد بداية التأليف في علم الاحتجاج، وإن كان بعض العلماء بدأ يحتج بالقراءات وللقراءات، ويستشهد بها ولها في مؤلفاته، كما فعل ذلك إمام النحو سيبويه "ت180هـ" في كتابه، وسواء كان هذا منهجًا انتهجه لنفسه أو كان استقاه من منهج شيخه الخليل بن أحمد؛ إلا أنه لا يعتبر تأليفًا -بالمعنى الدقيق- في الاحتجاج وتدوينًا لمادته، وإن كان تعرض له ضمنًا.