رواياته؛ ومن ثَمَّ صار علم القراءات من أَجَلِّ العلوم النافعات، وإذا كان كل علم يَشرفُ بشرف متعلقه، فلا جرم خُص أهله، الذين هم أهل الله وخاصته بأنهم المصطفَون من بريته، والمجتبون من خليقته، وناهيك بهذا الشرف الباذخ، والمجد الراسخ، مع ما لهم من الفضائل اللاحقة، والمنازل السابقة، فمناقبهم أبدًا تُتلى، ومحاسنهم على طول الأمد تُجلى ... "[1].
ومكانة علم القراءات تتجلى واضحًا من خلال قراءتنا لخصائص هذا العلم وفوائده.
فبالقراءات ترجح بعض الأوجه التفسيرية، وبعض الأحكام الفقهية، ومنها تتجلى وجوه إعجاز القرآن الكريم، ويبرز سمو بلاغته، واشتمال القرآن الكريم على القراءات المتعددة ميزة لا نظير لها في الكتب السماوية السابقة[2]. [1] لطائف الإشارات لفنون القراءات 1/ 6. [2] راجع: مقدمة كتاب "التبصرة في القراءات السبع" للدكتور محمد غوث الندوي ص41-47.