5- وعن حفصة -رضي الله عنها- قالت: ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي في سبحته جالسًا، حتى إذا كان قبل موته بعام فكان يصلي في سبحته جالسًا، فيقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها[1].
فهذه الآثار وأمثالها تثبت ترتيل الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكتاب الله على الكيفية المتلقاة من جبريل -عليه السلام- الذي تلقاها من الله تبارك وتعالى.
ولذلك نرى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يُسمي الإسراع بالتلاوة هذًّا كهذِّ الشعر ونثرًا كنثر الدقل[2].
ومن فضائل الترتيل أنه: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتقِ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" [3]. [1] مسلم 1/ 507، برقم: 733، صحيح ابن خزيمة، باب الترتيل في القراءة 2/ 238، برقم: 1242. [2] مسلم، باب ترتيل القراءة واجتناب الهذ 1/ 563، برقم: 822، وأبو داود، باب تحزيب القرآن 2/ 56، برقم: 1396، والنسائي 2/ 175، برقم: 1005، والطيالسي في مسنده، انظر: منحة المعبود 1/ 93، برقم: 406. [3] أبو داود 2/ 73، برقم: 1464، والترمذي 8/ 116، برقم: 2915، وابن ماجه 2/ 1242، برقم: 3780، وأحمد 2/ 192، 471، 3/ 40.