هل المصاحف العثمانية تشتمل على الأحرف السبعة أم لا؟
للعلماء في ذلك آراء ثلاثة:
أ- ذهب الطبري والطحاوي وابن حبان وابن عبد البر وغيرهم إلى أنها لا تشتمل إلا على حرف قريش فقط.
واستدلوا على ذلك بقول عثمان -رضي الله عنه- للرهط القرشيين: "إذا اختلفتم أنتم وزيد فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم"[1].
قالوا: إن الأحرف نزلت في صدر الإسلام للتيسير على الأمة ورفع الحرج والمشقة عنها في القراءة، ولما ذللت الألسنة ومرنت على لغة قريش، أمرت جميع القبائل بالقراءة بلغة قريش.
كما أن القراءة باللغات الكثيرة كانت مثار نزاع وخلاف بين المسلمين؛ لذلك اقتصر عثمان -رضي الله عنه- على لغة واحدة، وهي لغة قريش، أما القراءات الموجودة -على كثرتها وتعددها- فهي كلها تمثل حرفًا واحدًا فقط[2].
الرد على هذا القول:
1- لا يستقيم الاستدلال بقول عثمان -رضي الله عنه- [1] صحيح البخاري 6/ 99. [2] انظر: "مباحث في علوم القرآن" لمناع القطان ص166، 167، وقال الدكتور/ محمد أبو شهبة: "وهو مذهب المحققين" المدخل لدارسة القرآن الكريم ص216.