في الاستبدال معنى عظيم من التهديد الذي لايطيقه من علم عظيم الإنعام عليه بصحبة سيد الخلائق أجمعين ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم، وكأنَّ فيه من النكال فوق ما في قوله (يعذبكم عذابًا أليما) فهو من تصعيد التهديد الآخذ بالنفوس، وهو ـ أي الاستبدال ـ من بابة التعذيب أيضًا فهو منع مما تفتقر النفس إليه في أشدَّ الافتقار فإن منعهم من صحبته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هو من التعديب الأليم، فبيْنَ قوله: (يعذبكم) و (يستبدل) مراعاة نظير جدُّ بديعة ولطيفة
وصيغة " يستفعل: يستبدل" غير دالة على الطلب، بل على تحقيق وقوع الفعل على كماله، فهذا من مسالك التوكيد لوقوع الجزاء إذا وقع الشرط، وهذا مما يزيد التهديد والوعيد تحقيقا وإرهابا وإرعابا
اسم الکتاب : شذرات الذهب دراسة في البلاغة القرآنية المؤلف : محمود توفيق محمد سعد الجزء : 1 صفحة : 57