اسم الکتاب : رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة المؤلف : شعبان محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 73
ومثل ذلك قوله تعالى: "وجاءو بسحر عظيم"[1]، وقوله تعالى: "وجاءو ظلما وزورا"[2] وقوله تعالى: "وجاءو أباهم عشاء يبكون"[3]، وقوله تعالى: "وجاءو على قميصه بدم كذب"[4] كل هذه الأفعال حذفت منها الألف بعد واو الجماعة في "جاءوا" للإشارة إلى أن مجيئهم على وجه غير صحيح ويغلب عليه الكذب والتزوير.
جـ- كذلك حذفت الألف من قوله تعالى: "وعتو غتوا كبيرا"[5] حذفت الألف التي بعد الواو في قوله تعالى: "عتو" للدلالة على أنه باطل، ولا أثر له يذكر في الوجود.
7- إفادة بعض المعاني المختلفة:
فمن خصائص هذا الرسم: أن الكلمة تكتب بطريقتين مختلفتين لتدل في كل موقع على معنى مخالف للآخر، ومن أمثلة ذلك: قطع "أم" عن "من" أو وصلها بها، فكتبت مقطوعة في قوله تعالى: {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} [6] للدلالة على أنها "أم" المنقطعة، وسميت بذلك لقطع الكلام الأول واستئناف غيره[7].
وكتبت موصولة في مثل قوله تعالى: {أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [8]. للدلالة على أنها ليست مقطوعة.
إلى غير ذلك من المزايا والأسرار التي يمكن أن تستفاد من الرسم العثماني إذا درست بعقل واعٍ، وقلب مستضيء، والتي تدل على وجوب بقاء الرسم العثماني كما هو، وعدم مخالفته بحال من الأحوال[9]. [1] سورة الأعراف من الآية "116". [2] سورة الفرقان من الآية "4". [3] سورة يوسف من الآية "16". [4] سورة يوسف من الآية "18". [5] سورة الفرقان من الآية "21". [6] سورة النساء من الآية "109". [7] انظر: الصاحبي ص87 طبعة دار الكتب العلمية. [8] سورة الملك 22. [9] انظر: البرهان للزركشي "1/ 379 وما بعدها"، عنوان الدليل في مرسوم خط التنزيل لأبي العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأسدي ففيه توجيه كاف لهذه الظواهر.
اسم الکتاب : رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة المؤلف : شعبان محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 73