responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم المؤلف : شلبي، عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 81
وهذا يفسر لنا اختلاف الروايتين عن إمام واحد؛ فكل منهما اختار لنفسه قراءة تلقاها عن إمامه، غير خارجة عن الآثار، فاختيار القراء بذلك الوجه من اللغة حسبما قرأ به؛ فآثره على غيره، وداوم عليه، ولزمه حتى اشتهر عنه، وعرف به، وقصد فيه، وأخذ عنه؛ فلذلك أضيف إليه دون غيره من القراء، وهذه الإضافة إضافة اختيار ودوام ولزوم, لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد[1].
لذلك كان أبو عمرو البصري -مثلًا- يقول: "لولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ, لقرأت كذا، وكذا"[2].
وكذلك روي عن ابن عامر أنه لم يتعد فيما ذهب إليه الأثر، ولم يقل قولًا يخالف فيه الخبر[3], وكان نقله موافقًا - مع ذلك- القياس[4].
وقالوا عن حمزة: "إنه لم يقرأ حرفًا إلا بأثر[5], كما قالوا عن غيرهم من الأئمة مثل يحيى بن سلام "200هـ" الذي كان له اختيار في القراءة من طريق الآثار[6]، ومثله القاسم بن سلام "224هـ" الذي وافق اختياره العربية والأثرة"[7].
وأنتهي إلى تسجيل هذه النتيجة وهي "أن ما كان من هذه الاختيارات مبينًا على التلقي والرواية، موافقًا للعربية، ورسم المصحف الإمام؛ أخذ به، وإلا رُدّ كما رُدّ اختيار كثير من الأئمة في النحو واللغة وعلوم القرآن".

[1] النشر: 1/ 52.
[2] طبقات القراء: 1/ 290.
[3] المصدر السابق: 1/ 425.
[4] أحسن التقاسيم: 143.
[5] طبقات القراء: 1/ 261.
[6] المصدر السابق: 2/ 373.
[7] طبقات القراء: 3/ 18.
اسم الکتاب : رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم المؤلف : شلبي، عبد الفتاح    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست