اسم الکتاب : رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم المؤلف : شلبي، عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 46
- "تَرْجِعُونَ فِيهِ" [آية: 281] :
بفتح التاء وكسر الجيم، قرأها أبو عمرو ويعقوب[1]، وذلك أن المعنى على هذه القراءة: تصيرون إليه، فالفعل فيه لازم، ومثله: {وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} و {إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ} و {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} [2]، والإياب: الرجوع.
وقرأ الباقون: {تُرْجَعُونَ} بضم التاء وفتح الجيم[3]، والفعلُ على هذا متعد؛ لأن رَجَعَ قد جاء لازمًا ومتعديًا، وهو مبني ههنا على ما لم يسمّ فاعله، وحجته من التنزيل:
{ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ} , و {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي} [4]، [5].
- "إِنْ تَضِلّ" [آية: 282] :
بكسر الألف، قرأها حمزة وحده[6]، على أنه جعل إِنْ للشرط، و"تضلّ" مجزوما بالشرط، وفتحة لامه هي لالتقاء الساكنين؛ لأنها أخف الحركات، وجَعَل الفاء في قوله: "فَتُذَكّرِ" جواب الشرط, والشرط وجوابه جميعًا موضعهما رفع على هذا؛ لأنهما وصف للمرأتين في قوله تعالى: {فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ} .
وقرأ الباقون {أَنْ تَضِلَّ} بفتح الألف[7]، على إِضمار اللام، والتقدير: لأن تضل إحداهما فتذكر، فتضلّ ههنا منصوب بأَنْ، وقوله: {فَتُذَكِّرَ} عطف على {أَنْ تَضِلَّ} وحقيقة معنى لام العلة إِنما هو في التذكير لا في الضلال؛ لأن الضلال هو [1] السبعة: 193، التيسير: 85، النشر: 2/ 208 و209. [2] الأحرف الثلاثة على ترتيبها في الكتاب:
156/ البقرة , 70/ يونس و23/ لقمان, 25/ الغاشية. [3] مصادر القراءة الأولى. [4] الحرفان على ترتيبهما: 62/ الأنعام, 36/ الكهف. [5] حجة أبي علي: 2/ 417 و418، وحجة أبي زرعة: 149، والكشف: 1/ 319 و320، والإتحاف: 166. [6] السبعة: 193، التيسير: 85، النشر: 2/ 236. [7] المصادر السابقة.
اسم الکتاب : رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم المؤلف : شلبي، عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 46