اسم الکتاب : رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم المؤلف : شلبي، عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 100
من اسمها وخبرها كأنه قيل: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكمهم كذا, والصابئون كذلك[1].
وأنشد سيبويه شاهدًا له:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم ... بغاة ما بقينا في شقاق2
أي: فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك.
ومثله: فإني وقيار بها لغريب.
أي: فإني لغريب وقيار بها كذلك[3].
ب- أما قراءة {وَالْمُقِيمِينَ} بالياء, فلها وجه من سنن العربية والتوجيه الإعرابي؛ فهو منصوب على المدح بتقدير: أعني المقيمين؛ وذلك لأن العرب تنصب على المدح عند تكرار العطف والوصف. قال الخرنق:
لا يبعدن قومي الذين هم ... سم العداة، وآفة الجزر
النازلون بكل معترك ... والطيبين معاقد الأرز
فنصب الطيبين على المدح، فكأنها قالت: أعني الطيبين[4].
قال الشاعر:
إلى الملك القرم، وابن الهمام ... وليث الكتيبة في المزدحم
وذا الرأي حين تغم الأمور ... بذات الصليل، وذات اللجم5
فنصب ذا الرأي على المدح[6].
قالوا: والعرب تفعل ذلك في صفة الشيء الواحد ونعته؛ إذا تطاولت بمدح [1] تفسير الكشاف: 1/ 354.
2 الكتاب: 1/ 290. [3] انظر إعراب القرآن للعكبري: ص124. [4] الإنصاف في مسائل الخلاف: ص276.
5 القرم: المعظم, والمزدحم: ميدان القتال حيث يزدحم الشجعان. تغم الأمور: تظلم. الصليل: صوت الحديد. وذات الصليل: كتيبة من الرجالة يصل حديد سلاحها. وذات اللجم: كتيبة من الفرسان. [6] الإنصاف في مسائل الخلاف: 276، وتفسير الطبري: 2/ 353.
اسم الکتاب : رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم المؤلف : شلبي، عبد الفتاح الجزء : 1 صفحة : 100