اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 65
باب: الاتفاق والاختلاف في الحذف:
ثم قال الناظم:
باب اتفاقهم والاضطراب ... في الحذف من فاتحة الكتاب
أي: هذا باب بيان اتفاق كتاب المصاحف، واختلافهم في حذف الألفات من كلمات فاتحة الكتاب، والباب لغة: المدخل الموصل إلى الشيء، واصطلاحا اسم لجملة من المسائل المشتركة في أمر يشملها تحته فصول غالبا، والفصل لغة: الحاجز بين الشيئين، واصطلاحا اسم جملة من مسائل الفن مندرج تحت باب أو كتاب، غالبا. والضمير في قول اتفاقهم يعود على كتاب المصاحف المتقدم ذكرهم في قوله: "ثبت عن ذوي النهى والعلم"، ولا يصح عوده على الرواة الناقلين عن المصاحف؛ لأنه لم يتقدم ذكرهم لا تصريحا، ولا تلويحا ولا على الشيوخ الذين عينهم الناظم لعدم الاطراد، فإن الناظم كثيرا ما يأتي بذكر الخلاف مع اتفاق الناقلين له؛ ولأن أكثر الكنايات وشبهها الآتية في النظم الأنسب بها كتاب المصاحف لا شيوخ النقل كقوله: "لا خلاف بين الأمة في الحذف".
وقوله: وبعضهم أثبت فيها الأولاد.
وقوله: ولجميع السيئات جاء بألف.
والتعبير باتفاق كتاب المصاحف، واختلافهم في معنى تعبير الشيوخ باتفاق المصاحف واختلافها، ولكن لما وقع في عبارة الناظم ضمير العقلاء لزم حمله على كتابها، وأحدهما قريب من الآخر، وأل في قوله: والاضطراب عوض عن ضمير كتاب المصاحف، والاضطراب: الاختلاف.
وقوله: في الحذف تنازعه كل من الاتفاق، والاضطراب، ومعنى الحذف: الإسقاط والإزالة، وآل فيه للعهد والمعهود.
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي الجزء : 1 صفحة : 65