responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي    الجزء : 1  صفحة : 55
وخمسون رجلا، وكان إذا تكلم تشم من فيه رائحة المسك، فقيل له: اتتطيب كلما قعدت تقرئ الناس؟ فقال: ما أمس طيبا، ولا أقرب طيبا، ولكني رأيت -فيما يرى النائم- النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في في، وفي رواية يتفل في فمي، فمن ذلك الوقت تشم من في هذه الرائحة، قال المسيبي: قلت لنافع ما أصبح وجهك وأحسن خلقك فقال: وكيف لا وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد -رضي الله عنه- سنة سبعين، وتوفي بالمدينة سنة تسع وستين ومائة للهجرة في خلافة الهادي على الأصح، وروي أنه لما حضرته الوفاة، قال له أبناؤه، أوصنا، فقال: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين، قال أبو محمد مكي في التبصرة، وكان -يعني نافعا- يقرئ الناس بكل ما قرئ الناس بكل ما قرئ عليه مما رواه ألا يسأله إنسان عن قراءته، فيأخذ عليه فلذلك كثر الاختلاف عنه، انتهى. وزاد في الإبانة إيضاحا فقال ما نصه: فإن يسأل سئل فقال: ما العلة التي من أجلها كثر الاختلاف عن هؤلاء الأئمة يعني السبعة، وكل ولحد منهم قد انفرد بقراءة اختارها مما قرأ به على أئمته، فالجواب أن كل واحد من الأئمة قرأ على جماعات بقراءات مختلفة، فنقل ذلك على ما قرأ، فكانوا في برهة من أعمارهم يقرئون الناس بما قرأوا فمن قرأوا عليهم بأي حرف كان لم يردوه عنه إذا كان ذلك مما قرأوا به على أئمتهم ألا ترى أن نافعا[1] قال: قرأت على سبعين من التابعين فما اتفق على اثنان أخذته وما شذ فيه واحد تركته، وقد روي عنه أنه يقرئ الناس بكل ما قرأ به حتى يقال له: نريد أن نقرأ عليك باختيارك مما رويت، وهذا: قالون[2] ربيبه وأخذ الناس به، وورش[3] أشهر الناس في المتحملين عنه: اختلفا في أكثر

[1] نافع المدني، هو نافع بن عبد الرحمن الليثي، أحد أصحاب القراءات السبع الصحيحة نشأ بالمدينة، أخذ العلم قراءة عن سبعين من التابعين، ومع هذا فلا بعد ثقة، ومن تلامذه الأصمعي وقالون عيسى بن ميناء، توفي سنة 169هـ 785م. ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 4/ 87-2، والمشاهير لابن حبان: 141 وغاية النهاية لابن الجزري 2/ 330، وميزان الاعتدال للذهبي 3/ 227. والتهذيب لابن حجر 10/ 407، والأعلام للزركلي 8/ 317.
[2] قالون: هو أبو موسى عيسى بن ميناء بن وردان أصله من المدينة، ولد سنة 120هـ/ 738م، وتتلمذ على نافع، كان يعد في عصره حجة في القراءات في الحجاز على الرغم من وقر في أذنه، توفي قالون رحمه الله سنة 220هـ/ 835م، ترجمته في: الفهرس لابن النديم: 28، والتيسير للداني: 4، وإرشاد الأريب للحموي: 4/ 103، وغاية النهاية لابن الجزري: 1/ 615، والنجوم الزاهرة لابن تغري: 3/ 235، والأعلام للزركلي: 5/ 297.
[3] ورش: هو عثمان بن سعيد بن عبد الله القرشي المصري القيرواني، ولد في مصر سنة 110هـ. 728م، وتوفي بها أيضا سنة 197هـ/ 812م، تتلمذ على الإمام نافع، ترجمته في: التيسير للداني: 4، وغاية النهاية لابن الجزري: 1/ 502، والنجوم الزاهرة لابن تغري: 11/ 155، وشذرات الذهب لابن العماد: 1/ 349.
اسم الکتاب : دليل الحيران على مورد الظمآن المؤلف : المارغني التونسي    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست